رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السادة الفاسدون

عندما قال مصطفى الفقي أن أي رئيس قادم لمصر لابد أن توافق عليه أمريكا، اشتعلت مصر نارا موقدة ضد الرجل ومقولته واعتبروه ارتكب اثما عظيماً وخيانة لا تغتفر، ومرت الأيام لتؤكد كلام الرجل بل لتضيف إليه دولاً خليجية اخرى في حجم علبة الكبريت ستؤثر على اختيار الرئيس المصري!!

والتأثير هنا سيكون بالمال والاعلام، وكلاهما سلاحان ماضيان مؤثران في القرار الشعبي والرسمي، وعلى هذا فنحن مدينون «للفقي»، باعتذار جماعي لأن الرجل كان أبعد منا نظراً، وأقوى منا بصيرة وادراكاً!!
فالكثير من مرشحي الرئاسة ادركوا هذه الحقيقة فأصبحوا يحجون الى واشنطن والسعودية والكويت وقطر تماماً كالطير الذي «تغدو خماصاً وتعود بطانا» فيعودون محملين بالدولارات والريالات والدينارات التي تتساقط على سماء القاهرة تساقط مطر طوبة، فأصبح الإنفاق على الحملات الرئاسية بالبذخ الذي لم تشهده مصر ابان فساد مبارك وحاشيته، ملايين الجنيهات تصرف على البوسترات وحشد الانصار والموالين بل والتوكيلات الرئاسية والتي كلما زاد عددها كلما زادت أهمية المرشح لانها اتخذت معياراً للشعبية والنجاح، والسؤال هنا لمن تحمسوا لقانون العزل السياسي، وطبخوه في سرعة ويسر ماذا عن فساد مرشحيكم وزياراتهم المكوكية الى الدول العربية والامريكية وتمويلهم الأجنبي والعربي.. هل نكيل بمكيالين فساد ما قبل الثورة طغمة مر وفساد ما بعد الثورة في طعم السكر والعسل.. انني أطالب بفتح تحقيق مع كل مرشح رئاسي ذهب الى هذه البلاد التي تضخ المال على مصر ليل نهار والتأكد من حساباتهم البنكية قبل الثورة وبعدها لنرى الفرق، وأن نحاسبهم وأن نسألهم من أين لك

هذا المال الذي يسيل في الانتخابات كالنهر الخالد صحيح أن معظم مرشحي الرئاسة من كبار الاثرياء في مصر باستثناء عدد قليل لايتجاوز أصابع اليد الواحدة الا انهم أبوا أن ينفقوا على الانتخابات من اموالهم الخاصة وملايينهم المكنزة، وراحوا يطوفون ارض الله الواسعة بحثاً عن المال السهل وكما يقولون في المثل الشعبي الحركة بركة والبحر بيحب الزيادة!!
يا سادة الفساد الذي شهدته مصر بعد الثورة لا يقل خطورة عن فساد ما قبلها، وان لم يكن اخطر فأنت الآن تسمع من يقول لك هذا مرشح «امريكاني» وذاك «سعودي» وذاك «قطري» ولا مانع «كويتي».
لأول مرة تصبح مصر ساحة وملعب لكل الدول العربية والأجنبية بعد أن كنا نلعب في كل الملاعب السياسية فعندما تنشأ ازمة في اليمن يقولون نبحث عن الحل في مصر وكذلك لبنان والسعودية وفلسطين أما الآن فقد اصبح بلدنا هو الملعب والساحة التي تستعرض فيها الدول الكبيرة والصغيرة عضلاتها ونفوذها.. مطلوب إعمال القانون مع الجميع أياً كان اسمه أو حزبه أو جماعته.