عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دموع أم الشهيد

لا تبك يا أم طارق.. كفكفى دمعك.. فدموعك والله غالية.. لقد أبكيتينى وأبكيت مصر بأكملها وأنت تقصين ما حدث لك من إهانة وظلم من أناس يفترض انتسابهم لدين سماوى يحض الناس على معرفة أقدار البشر والإحسان والتقدير لأصحاب الأعمال المجيدة الذين قدموا للوطن أغلى شىء لديهم وهى حياتهم نفسها وأم طارق ياسادة هى الدكتورة الفاضلة نجوى والدة الشهيد البطل الرائد طارق نور الذى استشهد على يد مجموعة من الهمج بأحد الأماكن الشرطية بشبرا الخيمة

، والذى بكته مصر بأكملها خاصة أنه الابن الوحيد لماما نجوى والذى احتسبته عند الله شهيداً، وتفرغت لرعاية طفلته اليتيمة وذات يوم وبالتحديد قبل عيد الأم بأسبوع كامل فوجئت ماما نجوى بتليفون من احدى الجمعيات المسيحية التى تهتم بالسينما، وتقيم لها المهرجانات والاحتفالات تدعوها للحضور حتى يتم تكريمها لأنها بحق «أم البطل» فى البداية لم تتشجع ماما نجوى للفكرة لأنها لا تنتظر أى تكريم أو شكر فما قدمته لمصر ـ فلذة كبدها ـ أغلى من أى تكريم، ولكنها مع تكرار الاتصال والإلحاح وافقت، وفى الموعيد المحدد، ذهبت ماما نجوى إلى موقع ومكان التكريم الذى يبعد عن مكان اقامتها بأكثر من مائة وثلاثين كيلو متراً، وحملت الأم الطيبة المكلومة على صدرها صورة ابنها الشهيد البطل طارق نور، وبعد مجهود شاق وصلت لموقع التكريم، فاستقبلها المنظمون أحسن استقبال وفجأة حدثت الكارثة الكبرى عندما نظرت والدة الشهيد خالد سعيد، ورأت أم البطل وعلى صدرها صورة الضابط الشهيد فصرخت أم خالد هو أنتم هتكرموا دى.. هو أنتم هتكرموا أمهات المجرمين بتوع الشرطة.. وأعلنت بكل تحد وتجبر إما أنا أو هى فى هذا المكان.. إذا لم تنزلوها من هنا فوراً ـ مشيرة لأم طارق ـ

فسوف أغادر المكان فوراً!!
فما كان من المنظمين للاحتفال إلا أن أسرعوا ناحية ماما نجوى وطلبوا منها مغادرة منصة التكريم فوراً، والاكتفاء بالبقاء وسط الجماهير التى تحضر الاحتفال امتثالاً لتهديدات أم خالد سعيد، فما كان من السيدة الفاضلة المكلومة إلا أن قالت موجهة كلامها للجميع أقول لكم حاجة واحدة «حسبى الله ونعم الوكيل»، وخرجت السيدة وهى تشعر وكأن خنجراً استقر فى صدرها.. خرجت وهى لا تدرى إلى أين الطريق.. خرجت وهى تشعر أنها تعيش فى بلد يأكل أولاده ولا يشعر بقيمتهم خرجت وهى تلعن قوماً ضاع الحق بينهم!!
بالله عليكم أجيبونى كيف يكون شعور ضابط الشرطة وهويرى دموع ماما نجوى ويسمع عن الإهانة التى لحقت بها.. هل نطلب منه أن يقدم لنا حياته غداً.. وهو لا يرى سوى الإهانة وعدم الاحترام لشهداء الشرطة فى حين ان المسجلين خطر وتجار المخدرات ولصوص الأقسام ومهاجميها يكرم أهلهم وتتحلق حولهم الفضائيات وتتصدر صورهم الصفحات الأولى، فى حين يطلب من أم الشهيد البطل طارق نور ان تغاد بمنصة التكريم لأنها أم ضابط شرطة.. هل هذا هو البلد الذى يستحق أن يفديه أمثال هذا الضابط بحياتهم؟!