رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زهور الشرطة.. تتساقط كل يوم

حكى لي ضابط شرطة أن أطفاله كل يوم قبل خروجه إلى عمله يتعلقون بملابسه ويبكون بكاء شديداً لشعورهم أنها قد تكون المرة الأخيرة التي يرونه فيها.. فيسحب نفسه بصعوبة من بين أيديهم الصغيرة وهو يغالب دموعه وآلامه، في ظل الانفلات الأمني الرهيب الذي تعيشه بلادنا هذه الأيام يتساقط ضباط الشرطة ورجالها كل يوم جديد،

كما تتساقط أوراق الشجر في الخريف.. كل يوم جديد تحمل لنا الأنباء اسم شهيد جديد وغيرهم الكثيرون يصابون بعاهات مستديمة من جراء الرصاصات المجرمة التي تطلق عليهم من البلطجية الذين استبدلوا السلاح الأبيض بعد الثورة بالاسلحة المسروقة من أقسام الشرطة، والأخطر من ذلك دخول عناصر غير مسجلة جنائيا الى ساحة الصراع فأصبح ضابط الشرطة وفرد الأمن البسيط يواجه عدوا مجهولاً لا يعرفه وهو في الغالب مجرم غشيم يقتل ولا يصيب.
وقد اعتدنا للأسف أن هذا الجهاز - الشرطة - طوال تاريخه يحمل بجميع اخطاء وأعباء الوزارات الأخرى بل ويحمل وزرها وآثامها وتقصيرها فإذا ثار موظفو التربية والتعليم من مدرسين أو اداريين فعلى الفور يطلب تدخل الشرطة حتى «تشيل الشيلة» ونفس الحال في كل وزارات مصر فأي ظلم وقهر على موظفيها وعمالها يحمل هذه الوزارة البائسة التي شاء لها القدر أن تكون في «وش» المدفع سواء في المظاهرات أو الجامعات أو حتى في دور العبادة.
ومع كل الآلام والمعاناة التي يتحملها فرد الشرطة سواء كان ضابطاً أو جندياً فللأسف لا يجد كلمة شكر واحدة تشد من أزره، وتقوى من عزيمته، ولكننا نحمله بكل آثام نظام ديكتاتوري سخر كافة أجهزة الدولة لخدمته وجهاز الشرطة واحد من هذه الأجهزة، ومع أن كل ضابط في مصر تحمل في ظل هذا النظام الفاشي متاعب لا يتحملها بشر حتى أنهم تركوا عملهم الشرطي وكانوا يقفون لساعات في الشمس الحارقة في تشريفات لا تنتهي للفرعون ولزوجته ولأولاده بل وحتى للوزراء وأسرهم، ومع ذلك حمل هذا الجهاز بكل آثام النظام السابق، ورغم تغيير فلسفة العمل في هذا الجهاز ليصبح

في خدمة الشعب بحق وحقيقي لا في خدمة الحاكم، إلا أن بعض ضعاف النفوس والعقل يمعنون في اذلال رجل الشرطة ويحاربون عودته بكل الوسائل، حتى بات التعدي على ضابط الشرطة مزاجاً واهانته هواية، وبعد كل كارثة نصرخ في البراري أين رجال الشرطة؟!
ورغم كل هذه المعاناة والآلام يقدم لنا رجال الشرطة في كل يوم درسا جديداً في العطاء والفداء حتى بات كل يوم جديد يحمل لنا نبأ استشهاد أو اصابة فرد من افرادها.. وهنا نكتفي بالمصمصة وابداء الأسى دون أن نمد أيدينا اليهم وإلى اسرهم من بعدهم فإذا ما استشهد رجل الشرطة وهم غالباً ما يكونون من فئة الشباب فتكون الكارثة الكبرى.. ويحل الدمار على الأسرة لتكون بحق «ميتة وخراب ديار» كما يقولون فالمبالغ التي تصرفها الوزارة زهيدة لا تكفي الأسرة إلا عاما واحدا بل وحتى المعاش غالباً ما يكون في حدود 400 جنيه لا يكفي الأسرة «عيش حاف» لذلك اقترح عمل وثيقة تأمين جماعية لأفراد الشرطة أسوة برجال القضاء ولن تتحمل الوزارة كثيرا من الأعباء لأن الوثائق الجماعية رخيصة الثمن وأطالب الوزارة بأن تمنح أي شهيد معاش مساعد وزير لأن هذا الشهيد قدم حياته نفسها فداء لوطنه دون أن يبخل علينا بشىء فليس أقل من أن نؤمن حياة أسرته وأولاده ونضمن لهم حياة كريمة من بعده.