عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يا مبارك.. من «جار على من»؟

استهل الرئيس المخلوع مبارك مذكرته التعقيبية الأخيرة ببيت شعر شهير يقول فيه «بلادى وإن جارت على عزيزة.. وأهلى وإن ضنوا على كرام» مشبهاً نفسه بعنترة بن شداد سيد بن عبس الذى جار عليه قومه، وحبسوه فى إطار من الرق والعبودية رغم كونه حمى الحمى للقوم والعزيز ابن العزيز.

وأنا هنا أسأل الرجل من جار على من يامبارك؟!
طوال ثلاثين عاماً،. جعنا فيها واطعمناك.. تعرينا فيها وكسوناك.. شددنا الأحزمة على بطوننا حتي تقطعت من الجوع والظمأ.. قلت لنا نحن فى محنة وأزمة مالية خانقة فصدقناك.. حتى أن أكثر من خمسين فى المائة من الشعب البائس اكتفى بـ«طقة» واحدة تحميه من شبح الموت هو وأطفاله حتى لو بحثوا عنها وسط أكوام الزبالة، وفى فضلات المطاعم.. حتى صرنا الشعب الوحيد في الأرض الذى يتسابق مع القطط والكلاب الضالة فى البحث عن كسرة خبز جافة ملوثة وسط أكوام الزبالة!
فى الوقت الذى كنت تشترى أنت فيه وجبات الطعام لك ولضيوفك من أفخر مطاعم باريس، وكنت ترتدى أنت بدلة مزينة بحروف اسمك لا يقل ثمن الواحدة منها عن ربع مليون جنيه، كانت الواحدة منها تكفى لتوصيل مياه الشرب النقية الى قرية كاملة من قرانا البائسة فى صعيد مصر.. فى حين أن أغلبية الشعب جعلت من وكالة البلح ومن سوق المستعمل «قبلة» لهم تحميهم من برد الشتاء القارس، كل ذلك ونحن نسمع عن ثرواتك وثراء أولادك وزوجتك من المال الحرام، فكنا نكذب أنفسنا.. ولا نصدق أن حاكمنا تحول إلى على بابا والأربعون حرامى، فى وقت واحد.. أراض.. عقارات.. فيلات حتى ذهب السكرى لم ترحمه.. بل حتى التبرعات الخيرية لم تفلت من يديك.
ولم تكتف بذلك وإنما ظننت أن مصر «عزبة» ورثتها عن آبائك وأجدادك فسعيت أنت وزوجتك لثوريثها الى نجلك الأصغر.. وهنا كانت الكارثة الكبرى.. فقد سكتنا عن الجوع والتعرى زمنا طويلاً.. لكن الكرامة وإهدارها فلا وألف لا وان نتحول من شعب امتلك حضارة 7 آلاف عام الى مجرد أرض أو عقار أو عفش بيت نورث وتنتقل ملكيتنا من الآباء إلى الأبناء فلا وألف لا أيضاً.
فكان لابد من ثورة تخلع نظامك من جذوره، وترد للشعب كرامته المسلوبة.. فلم ترحمنا.. ولم يستيقظ ضميرك وترحم أولادنا، فسلطت عليهم شياطين الإنس فأعملوا فيهم قتلاً وتدميراً حتى أريقت دماء شبابنا الطاهرة على أرض ميادين مصر وشوارعها.. حتى أزحناك وخلعناك، فبالله عليك من جار على من.. ومن ضن على من.. حتى فى اللحظات الأخيرة لمحاكمتك لم تمتلك شجاعة الفارس، وتعترف بجرائمك وتطلب من شعب مصر السماح والغفران.. كعادتك دائماً فى جبروتك وعنادك وفى احتقارك لشعب.. ثق أن التاريخ لن يرحمك أبداً.. وأن دماء شهدائنا ستظل تطاردك ما حييت، وأقولها لك بصراحة حتى وإن أفلت من عدالة الأرض فثق أن عدالة السماء لن ترحمك أبداً.