بأيدينا.. حرقنا المجمع
يخطئ من يتصور أن أطفال الشوارع هم من حرقوا المجمع العلمي الذي ادمى قلوب المصريين.. أرجوكم لا تتسرعوا باتهامي بالكذب والمزايدة أو حتى بالعمى.. فقد رأيت كما رأيتم اطفال الشوارع، وهم يلقون بكرات اللهب داخل وعلى المجمع حتي احالوه الى رماد.. كل ذلك رأيته معكم بأم عيني ومع ذلك أقول لكم اطفال الشوارع لم يحرقوا المجمع.. وإنما من احرق المجمع هو نحن.
. وبأيدينا التي قصرت ولم تمتد الى فلذات أكبادنا الذين يعششون تحت الكباري وداخل الانفاق يقاسمون القطط وكلاب السكك لقيمات الخبز الملقاة وسط أكوام الزبالة.. وللأسف لم ترحمهم يد الشرطة فطاردتهم في الشوارع والطرقات والقائهم داخل السجون أو حتى تخشيبة القسم وهنا يصيرون فريسة سهلة للشواذ والمجرمين لانتهاك ادميتهم وكرامتهم وارتكاب أبشع الجرائم الجنسية بحقهم.. وهى جريمة كلنا شركاء فيها، لم يفكر الواحد منا، وهو يسحب الغطاء الاثير فوق جسد ابنه النائم كالملاك في غرفة دافئة مكيفة أن هناك اطفالاً وشباباً في مثل عمر ابنه لا يجدون بطانية تستر اجسادهم من لسعات البرد القارص في عز طوبة تحت كباري لا تهدأ السيارات من عبورها ليلاً أو نهاراً فتحرمهم من حقهم الطبيعي في النوم ولو لساعات قليلة اثناء الليل.
لم يتذكرهم أحد منا حاكماً أو محكوماً.. الجميع اجرم في حقهم ونسى بشريتهم.. نشعر بالقرف والاشمئزاز من مجرد اقترابهم منا في اشارات المرور ونسارع باغلاق