رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الصعيد علي فوهة بركان

ماذا يحدث في الصعيد الآن؟.. الناس يتقاتلون لأهون سبب.. أرواح تزهق.. شباب يختفطون في وضح النهار.. السلاح الآلي في أيدي الصبية الصغار..

طلقات الرصاص تمزق سكون الليل حتي انك تشعر وكأنك وسط جبهة القتال.. ماذا حدث بالضبط؟! قطع الطرق بات هواية.. أما قطع السكة الحديد فأصبح مزاجاً!! خطف الأفراد وحلق شواربهم.. نوعية جديدة من الجرائم تفشت في بلاد الكرامة والعزة إمعانا في إذلال الخصوم.. هل توحشت العباد.. هل أصاب السعار بني البشر فتحولوا إلي كلاب مسعورة تعقر كل من تقابلها بلا هدف؟!.. أهالي قرية في سوهاج يحاصرون قرية أخري لأكثر من خمسة أيام كاملة وكأننا في حصار غزة.. يمنعون عنهم الأكل والشرب والعلاج ومن يجرؤ علي كسر الحصار يكون مصيره رصاصة في الرأس تردع الآخرين وتجبرهم علي الاستسلام والانصياع للحصار أشعر انكم تودون أن تقاطعوني وتتساءلون أين الدولة من كل ذلك؟!
فأجيبكم .. لا الدولة .. ولا الحكومة لها وجود علي أرض الصعيد.. القبلية بات هي المهيمن والمسيطر علي كل مناحي الحياة.. أما الدولة والحكومة فهي تكتفي بالمناشدة والاستنكار الكلامي أما أن تزج بنفسها في أتون هذا المعترك فلا.. وألف لا وليذهب مواطنون الصعيد إلي الجحيم.. عليهم أن يدافعوا عن أنفسهم بأنفسهم ويديرون شئونهم بأيديهم.. وكأننا عدنا من جديد لعصر القبلية.. وتحكم العصبيات.. إنني أتخيل ان يمتنع أهل الصعيد عن دفع ضرائبهم.. لاننا ندفع الضرائب للدولة نظير الحماية والأمن والأمان وتوفير القوت والوظيفة والسكن للعباد.. فأين هذا الدور الحكومي من أهل الصعيد؟! لا شيء!! في ظل هذه الأجواء المشتعلة تأتي انتخابات مجلسي الشعب والشوري تزيد الأمر اشتعالاً.. بل ولتكون أنسب فرصة لمن له دم عند آخر أن يقتص ويقتل غريمه.. باختصار في الصعيد ستكون الانتخابات ملونة بدماء الأبرياء.. خاصة مع الغياب المتعمد للدولة والحكومة

والجيش عن شوارع الصعيد وقراها الكارثة الكبري ان الثورة المصرية العظيمة وما تبعها من فوضي وهرج ومرج جعل السلاح الليبي والسوداني يتدفق إلي الصعيد حتي بات الحصول علي سلاح آلي أيسر من الحصول علي رغيف العيش.. أنا لا أبالغ في الأمر ولكني أتحدث كأحد أبناء الصعيد الذي بات يخشي علي عائلته وأولاده من هذا السعار الذي أصاب بني البشر في صعيد مصر.
في الماضي كان أكبر شنب في العائلة الصعيدية كانت عيناه يخاصمها النوم لمجرد أن يقال له «المركز» طالبك كناية عن قسم الشرطة أما الآن فقد بات الأهالي يدخلون ويخرجون من أقسام الشرطة وهم يحملون أسلحتهم الآلية.. بل أصبح رجل الشرطة.. صغر أو كبر ينظر إلي شيخ القبيلة أو كبير العائلة نظرة استعطاف ولسان حاله يقول أرجوكم أنا معي عيال!! لكل ذلك لا أتوقع أبدا عودة السكينة والاستقرار إلي بلدي إلا إذا عادت الدولة بكامل أجهزتها الأمنية والقضائية.. وأن ننظر إلي صعيد مصر.. نظرة تحقق التنمية وتخلق فرص العمل لأبنائه لاننا منذ ثورة يوليو لم نر في بلادنا إلا مصنعي الألومنيوم وشركة السكر.. حتي أصبح في كل منزل صعيدي عاطل علي الأقل.. فهل هذا عدل وإنصاف؟!