إندبندنت: وعود البشير للجنوب على المحك
اعتبرت صحيفة (إندبندنت) البريطانية أن استقلال جنوب السودان عن شماله يأتي تصحيحاً لظلم وخطأ تاريخي وعرقي هائل، استمر على مدار قرون، عانى فيها الأفارقة السود، والمسيحيون من القمع والتهميش من جانب شمال السودان، الذى يسيطر عليه العرب والمسلمون.
وأشارت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم السبت المعنونة "إفريقيا..لحظة أمل وخطر"، إلى الاحتفالات التى تعم أنحاء الجمهورية الإفريقية الرابعة والخمسين، بعد نصف قرن من الحرب الأهلية ذهب ضحيتها مليونا شخص.
وتغافلت الصحيفة البريطانية عن الإشارة للجذور التاريخية لهذا الانقسام في فترة الاحتلال البريطاني للسودان، الذي مارست فيه الإدارة الاستعمارية سياسة فرق تسد، المتمثلة في فرض قيود على انتقال السودانيين أنفسهم بين الجنوب والشمال، وتشجيع حركات التنصير ونشر اللغة الإنجليزية في الجنوب، والتسامح مع حركات التعريب والأسلمة في الشمال، في نفس الوقت!!
وتابعت الافتتاحية، قائلة: "للأسف، إن الجزء الأصعب قد بدأ الآن، فى ظل تصريح عمر البشير، الذى أصبح رئيس شمال السودان، بقوله: "إننا نبارك لإخواننا فى جنوب السودان على دولتهم، ونتمنى لهم كل النجاح"؛ في تهكم واضح على محتوى التصريح الذي يبدو سلمياً بوضوح.
ومضت الافتتاحية قائلةً: أن عمر البشير الذى أمضى 22 عاماً رئيساً للسودان مستخدماً فيها العنف للسيطرة على بلاده المترامية الأطراف، مشيرةً أن وعد عمر البشير بعدم التدخل فى الشئون الداخلية لدولة جنوب السودان، سرعان ما سيكون على المحك.
وأشارت الافتتاحية أن الدولة الجديدة هى الأفقر على وجه الأرض، لذلك يجب عليها
وأما الاختبار الثانى، الأصعب هو ترسيم الحدود بين دولة جنوب السودان الوليدة، وشمال السودان، ولا سيما منطقة أبيى الغنية بالنفط التى لم يتم التوصل إلى حل فيها، وجنوب كردفان التى وصل عدد القتلى فيها إلى 2.300 شخص حتى الآن، نتيجة الحروب الدائرة هناك؛ إلى جانب قضايا المواطنة التى لا تزال دون حل إلى الآن.
وختاماً، ذكرت افتتاحية الصحيفة أن الفشل فى حل هذه القضايا الشائكة سيتسبب فى إشعال الصراع بين شمال السودان وجنوبه مرة أخرى.