حزن في شمال السودان وفرحة في جنوبها بإعلان الاستقلال
يشعر السواد الأعظم من المواطنين في شمال السودان بحزن عميق بسبب الاحتفال الذي تشهده السودان اليوم لإعلان الاستقلال الرسمي لجنوب السودان عن شمالها,
علي الجانب الآخرعمت الاحتفالات مدن وبلدات جنوب السودان وعاصمتها جوبا، وخرجت الحشود المبتهجة بالاستقلال والتي لوحت بالأعلام ورقصت وتغنت بالحرية.
وأكد عادل عبد الغني المحلل السياسي السوداني قناة "بي بي سي عربي" أن اليوم بالنسبة للمواطنين في شمال السودان يوم ألم بالغ بسبب اقتطاع جزء عزيز من بلدهم, وكذلك بسبب الخريطة الجديدة المشوهة للسودان التي أظهرت وكأن انسانا فقد ثلثه الاسفل بعملية غير جراحية مشيرا الي ان حكام شمال السودان لم يبذلوا المجهود اللازم للحفاظ علي وحدة السودان.
وأعلن رئيس برلمان جنوب السودان جيمس واني إيجا خلال الاحتفالات الرسمية التي أقيمت اليوم في جوبا قيام جمهورية جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة تعمل وفقا دستورا ديمقراطيا يحمي حقوق الانسان والكرامة الانسانية مع الالتزام بنظام حكم يقوم علي المساءلة واحترام القوانين والشفافية والمساواة بين النساء والرجال.
وأوضح أن حكومة جنوب السودان دولة متعددة الديانات والقوميات والاعراق واللغات حيث يتم التعايش السلمي بين كل هذه التنوعات في مجتمع ديمقراطي مع احترام الجميع .
وأكد أن دولة جنوب السودان سوف تلتزم ببناء ودعم علاقات قوية وصداقة وتعاون مع كل الامم بما في ذلك حكومة شمال السودان والتي نرتبط معها بعلاقات تاريخية انسانية واقتصادية .
وفي نهاية الاحتفال تم انزال علم شمال السودان ورفع علم جنوب السودان مع تصفيق حاد وفرحة من جانب المشاركين في الاحتفال.
وشهد الاحتفال حضور العديد من الدبلوماسيين والقادة الاجانب بينهم 30 رئيسا افريقيا والامين العام للامم المتحدة بان كي كما حضر الاحتفال الرئيس السوداني عمر حسن البشير, وأرسلت مصر وفدا رسميا رفيع المستوي للمشاركة في الاحتفال وأعلنت اعترافها بدولة جنوب السودان رسميا .
وتعتبر دولة جنوب السودان أحدث دولة في العالم وهي رقم 55 في أفريقيا ورقم 193 ورئيسها هو سيلفاكير، وستكون لها عملة خاصة بها تحمل صورة جون غرنغ الذي يعتبر مفجر الثورة وقائد الطريق إلى الاستقلال ، فيما ستكون اللغة الرسمية هي الانجليزية، وتعداد السكان 3 ملايين نسمة، والمساحة 650 ألف نسمة.
ويذكر أن جنوب السودان حصل على الاستقلال في استفتاء أجري في يناير الماضي تتويجا لاتفاق سلام أنهى عقودا من الحرب الأهلية مع الشمال.