رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجاسوس الإسرائيلي تباهي بقتل 15 لبنانياً!


كشفت مصادر مطلعة عن تفاصيل خطيرة تؤكد أن الجاسوس الاسرائيلي إيلان جرابل كان في مهمة رسمية من قبل جهاز الموساد ، وأنه جري إعداده لفترة من الوقت، وزرعه بين فلسطينيو الارض المحتلة في مدن 1948 لتعلم اللغة العربية الدراجة ، قبل أن يتم تسفيره لأمريكا لينتقل منها الي مصر لإبعاد الشبهة عنه ، وتفاصيل بشأن تلقين الملحق العسكري الاسرائيلي في واشنطن الجنرال (جاد شمني) له تفاصيل مهمته المتعلقة برصد تطور العلاقات المصرية مع حركة حماس والحركة في معبر رفح ، ومحاولة اختراق صفوف العناصر الشابة التي تقف وراء حركة الاحتجاج ومعرفة أجندتها وتوجهاتها وموقفها من إسرائيل ، والسعي لتصعيد مستويات التوتر والأزمة بين المسلمين والأقباط والتركيز على بؤرتين هما إمبابة وشبرا.

وأورد برنامج (منتهي الصراحة) الذي يقدمه الكاتب الصحفي مصطفي بكري علي قناة (الحياة -2) معلومات هامة ، نقلا عن مصادر مطلعة وباحثين عرب، حول تاريخ هذا الجاسوس وتفاصيل مهمته ، أبرزها أن هذا الجاسوس كان يتباهى بأنّه قتل برشاشه أكثر من 15 من المدنيين اللبنانيين أو "الجوييم" الأعداء أو (الأغيار) كما يسميهم اليهود، ورغم إصابته ظلّ (جرابيل) يؤدي خدمته كمتطوع إلى أن استدعاه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق الجنرال (عاموس يادلين) في شهر مارس 2010 وعرض عليه العمل في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) في القسم العربي .

ومن الحقائق الهامة التي تكشفت عن مهمة (إيلان جرابل) في مصر بعد إعداده وتدريبه لبضعة أشهر هي تكليفه بـزرع الفتنة وتأجيج صراع طائفي في مصر والتجسس على ثورة 25 يناير ورصد مسار العلاقات بين مصر وحركة حماس في غزة مستغلا حمله لجنسيتين إحداهما أمريكية وأخرى إسرائيلية ، وخطأ الإدارة الأمريكية في التسرع بالمطالبة بالإفراج عنه نزولا عند رغبة إسرائيل ما فضح تورطها في قضية التجسس قبل أن ينهار الجاسوس ويعترف بكل شئ ، حيث وضعت القضية الولايات المتحدة في موقع الدولة التي تتعاون وتنسّق مع إسرائيل في مجال التجسس الاستخباري الموجه ضد الدول العربية .

ظلّ (جرابيل) قبل أن يتوجه إلى إسرائيل للانخراط في جيشها يردد أنّ إسرائيل هي دولتي وأن ولائي لها لا لغيرها، لأنّها تمثّل اليهود في المنفى / ولهذا قرر بدافع الحماس والولاء لإسرائيل أن يقاتل في صفوف الجيش الصهيوني عام 2005 رغم أنّه لا يخضع لقانون الخدمة الإلزامية .

قصة تجنيده

ولتجسيد نزعته العدائية للعرب وولاءه لإسرائيل التي وصفها بأنّها "الملاذ" و"البيت" لكل يهودي، بحسب المعلومات التي أوردها بكري ، قرر الجاسوس الانخراط في الوحدات الخاصة وتحديدا الوحدة 101 التي تلبي نزعته في المغامرة، وعندما سأله ضابط التجنيد لماذا اخترت الخدمة في وحدات النخبة أجاب (جرابل): "لأنّ هذه الوحدات هي التي تقاتل العدّو وجها لوجه وفي إطار الخدمة فيها يستطيع المقاتل أن يبلي بلاء حسنا لأن عملياتها تكون دائما محفوفة بالمغامرة والجرأة".

فانضم إلى شعبة الاستخبارات العسكرية في شهر مايو من عام 2010 وفي نطاق عملية التدريب والإعداد تم زرعه بين عرب 48 لاكتساب الخبرة والمعرفة وتعلم التقاليد والإلمام في مجالين أساسيين هما : (تعلّم اللغة العربية الدارجة ) و(الوقوف على طبيعة العلاقات القائمة بين المسلمين والمسيحيين ) ورصد أية واردة أو شاردة عن وجود توترات يمكن العمل على تفاقمها وتصعيدها ونقل مثل هذه التجربة لدول عربية اخري.

وقد أختار الجاسوس (جرابل) مدينة الناصرة باعتبارها نموذجا يشبه مصر في عيش مسلمين ومسيحيين فيها ، كي يتدرب هناك ، حيث أقام شهرين في حي اللاتين بمدينة الناصرة ، وراح يتردد على الكنائس والمدارس والمعاهد الدينية وهو يتخفى وراء بطاقة طالب في الجامعة العبرية وبأنّه أمريكي جاء ليدرس وضع الأقلية العربية في إسرائيل ،ثم انتقل إلى الحارة الشرقية في الناصرة مدّة شهرين في إطار أجندة تدريبية في هذا الحي الذي يعتبر جميع سكانه

من المسلمين .

وهناك عمل على إثارة الفتنة ، فراح يوزع كتاب أصدره المؤلف إلياس دانيال بعنوان "محمد المكي" ، ثم راح يستحضر خلفية بعض الأحداث التي وقعت في الخمسينات بتحريض من الحاكم العسكري الإسرائيلي (عكيفا قزاز) وأدّت إلى مصرع والد الشاعر المناضل توفيق زياد ، وفي هذه الحارة الشرقية كان يتردد على مطعم في حي الجراجات الملامس للحارة الشرقية والذي يمتلكه (ن.ت.ع) وكان يطالب صاحب المطعم بأن يعدّ له أكلات مصرية بدعوى أنّه يحبها مثل الطعمية والفول والملوخية والمحشي .

وقد أقام أيضا في عدد من قرى الجليل التي يعيش فيها المسلمون والمسيحيون مثل قرية الكرامة وكفر ياسين وشفا عمرو وبعد خمسة أشهر اختلى بالجاسوس الإسرائيلي عزام العزام ليلقنه مبادئ في العمل الاستخباراتي الإسرائيلي في مصر ويتعلم من تجربته ويستخلص الدروس التي تفيده في عمله.

الانتقال لمصر

وعقب انتهاء فترة التدريب سافر الجاسوس إلى الولايات المتحدة لينتقل منها بعد ذلك إلى مصر لتجنب لفت أنظار السلطات المصرية على أساس أنّه أمريكي ولا يخطر ببال السلطات الأمنية المصرية أنّه إسرائيلي ويخدم في الجيش الإسرائيلي وأنّه مكلّف بمهمة في مصر ، وعندما اندلعت ثورة 25 يناير في مصر وهو في الولايات المتحدة طلب منه الموساد التوجه إلى القاهرة في نطاق هذه المهمة .

حيث وصل إلى القاهرة في شهر أبريل الماضي بعد أن لقّنه الملحق العسكري الاسرائيلي في واشنطن الجنرال (جاد شمني) مهمة جديدة هي رصد تطور العلاقات المصرية مع حركة حماس وكذلك الحركة في معبر رفح وكذلك تعليمات جديدة تتمحور حول نقطتين: (الأولي) محاولة اختراق صفوف العناصر الشابة التي تقف وراء حركة الاحتجاج ومعرفة أجندتها وتوجهاتها وموقفها من إسرائيل / و(الثانية) مباشرة مهمة تصعيد مستويات التوتر والأزمة بين المسلمين والأقباط والتركيز على بؤرتين هما إمبابة وشبرا.

صدمة في تل ابيب

ولذلك عندما تم اعتقاله في مصر وتبين أن الاجهزة الأمنية المصرية بخير ورصدت خطواته خطوة خطوة ، أصيبت المنظومة الإستخباراتية الإسرائيلية بصدمة ، وهو ما تجلى في اجتماع عقده مستشار (نتنياهو) لشؤون الأمن القومي الجنرال (يعقوب عميدرور) مع (تامير باردو) رئيس المؤسسة المركزية للاستخبارات والمهمات الخاصة (الموساد)والجنرال (آفيف كوخفي) رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) ، وفي هذا الاجتماع تقرر أن يتحرك (بنيامين نتنياهو) ووزير الخارجية (أفيجدور ليبرمان) باتجاه الولايات المتحدة والدول الأوروبية من أجل ضمان الإسراع في الإفراج عنه قبل أن ينهار (جرابل) ويكشف تفاصيل مذهلة عن مهمته قد تؤدي إلى تداعيات سلبية على العلاقات المصرية الإسرائيلية وحتى العلاقات الأمريكية المصرية.