غارات مكثفة للناتو في محيط طرابلس..
هزت امس سلسلة غارات مدوية وانفجارات قوية وسط العاصمة الليبية طرابلس واعلن التلفزيون الليبي في خبر عاجل ظهر علي الشاشة ان مدينة طرابلس تتعرض للهجوم ممن وصفهم بالمعتدين الصليبيين الاستعماريين. ونقلت وكالة رويترز عن مراسلها بالمدينة إنه سمع أصوات تحليق طائرات وقت وقوع الانفجارات.وغالبا ما تقصف قوات حلف شمال الاطلنطي أهدافا في طرابلس ومحيطها أثناء الليل وفي العادة قبيل أو بعيد منتصف الليل الا ان الضربات أثناء ساعات النهار مثل تلك التي حدثت نادرة نسبيا.وكانت قوات "الناتو" قد قامت باستخدام المروحيات الهجومية للمرة الأولي في إطار العملية العسكرية التي يقوم بها الحلف ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي بينما أعلنت قيادة أركان القوات المسلحة الفرنسية أن مروحيات مقاتلة فرنسية شاركت للمرة الأولي في الضربات بالتعاون والتنسيق مع المروحيات البريطانية.واكد بيان لحلف الناتو أنه استخدم طائرات هليكوبتر هجومية؛ لضرب أهداف في ليبيا، وذلك لأول مرة تشمل مركبات ومعدات عسكرية، وقوات ميدانية دون ذكر مواقع الهجمات. واضاف بيان الحلف أن استخدام الطائرات الهليكوبتر يتيح مرونة أكبر لرصد ومهاجمة القوات الموالية للقذافي التي تحاول الاختباء وسط مناطق مأهولة بالسكان.ويقول محللون عسكريون إن استخدامها يزيد أيضا من خطر تكبد القوات الغربية أول خسائر في حملة الحلف في ليبيا التي بدأت في مارس الماضي إذ إنها معرضة لنيران أرضية.وقال الجنرال تشارلز بوتشارد قائد عملية حلف شمال الأطلنطي في ليبيا إن الاشتباك الأول كان ناجحا وأظهر القدرات الفريدة للطائرات الهليكوبتر الهجومية وأضاف انهم سيواصلون استخدام هذه القدرات في أي وقت وأي مكان نحتاجه. واكد محللون عسكريون أن الطائرت الهليكوبتر تتيح هجمات أكثر دقة من الطائرات التي تحلق علي ارتفاعات عالية التي استخدمت حتي الآن ضد القوات الموجودة في أماكن مأهولة بالسكان مما يحد من خطر سقوط ضحايا مدنيين. وقال الحلف إن نشر الطائرات الهليكوبتر ليس مقدمة لنشر قوات برية في ليبيا، وهو الأمر الذي استبعدته الدول الغربية.واعربت روسيا عن قلقها من استخدام قوات حلف شمال الأطلنطي (ناتو) للقوة المفرطة في ليبيا وكذلك دعم الحلف الواضح لطرف علي حساب طرف في النزاع الليبي. وقال سيرجي إيفانوف نائب رئيس الوزراء الروسي إن موسكو قلقة من الاستخدام المفرط والمتزايد للقوة العسكرية في ليبيا رغم وضوح قرارات الأمم المتحدة.واكد إيفانوف انه عندما وافقت روسيا علي القرار كان هدفها دعم السلام ووقف تصاعد العنف وقتل المدنيين.وشدد علي أن عمليات الناتو التي استندت إلي تفسير تعسفي لقرار الأمم المتحدة لا يمكن أن توصف إلا بأنها تدخل في حرب أهلية لحساب طرف علي حساب طرف آخر.واعرب عن اعتقاده أن علي جميع الأطراف في ليبيا حل خلافاتهم سلميا من خلال حوار تلعب فيه الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية دورا. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد حذر في وقت سابق من أن عمليات حلف شمال الأطلنطي تتحول تدريجيا إلي عملية برية. وقال لافروف "نعلم ان فرنسا وبريطانيا تعتزمان استخدام مروحيات قتالية الامر الذي نعتبره بمثابة تطوير متعمد او غير متعمد لعملية الناتو الي عملية برية. وفتحت المعارك الحالية في ليبيا صفحة دامية جديدة في سياق ما يعرف "بحروب المدن" فيما تثير تساؤلات حول دور سلاح الجو في هذا النوع من الحروب بقدر ما تطرح تحديات جديدة أمام الفكر العسكري الغربي والأمريكي علي وجه الخصوص.وجمدت