رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معارك ليبيا تفتح صفحة دامية لحروب المدن

ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط في تقرير لها اليوم الأحد ان المعارك الحالية فى ليبيا فتحت صفحة دامية جديدة فى سياق ما يعرف "بحروب المدن" فيما تثير تساؤلات حول دور سلاح الجو فى هذا النوع من الحروب بقدر ما تطرح تحديات جديدة أمام الفكر العسكرى الغربى والأمريكى على وجه الخصوص.

وقال حسان ابراهيم في تقريره إن حلف شمال الأطلنطى "الناتو" استخدم السبت المروحيات الهجومية من طراز "اباتشى " فى قصف القوات الموالية لنظام العقيد معمر القذافى وذلك للمرة الأولى منذ بدء العمليات العسكرية الأطلسية فى ليبيا.

وواقع الحال أن العمليات العسكرية فى المدن ليست بالظاهرة الجديدة فعبر تاريخ النزاعات المسلحة لعبت حروب المدن دورا رئيسيا وكثيرا ما كانت حاسمة بالنسبة للحرب ككل مثل معركة ستالينجراد فى الحرب العالمية الثانية ومعركة بور سعيد عام 1956.

غير أن عاصمة دولة ما تشكل بالتحديد العامل الأكثر خطورة فى حروب المدن فسقوط العاصمة يعنى سقوط النظام كما حدث عندما سقطت بغداد فى الحرب الأمريكية على العراق عام 2003 وقبل ذلك عندما سقطت كابول فى الحرب على افغانستان فى أواخر عام 2001.

فسقوط العاصمة يعنى فى أغلب الأحوال هزيمة النظام الذى كان يحكم من هذه العاصمة فيما ادت نزعة العولمة المتنامية الى زيادة اهمية حروب المدن وحسب تقديرات لقسم السكان فى الأمم المتحدة فإن النمو السكانى الفعلى خلال العقود الثلاثة المقبلة سيتركز كله تقريبا داخل المدن.

وفيما تنال العاصمة الليبية طرابلس نصيبا كبيرا من الضربات الجوية الغربية- يكشف طرح للخبير العسكرى الأمريكى بوب كيلبرو وهو كولونيل متقاعد فى سلاح المشاة عن نظرة استراتيجية أمريكية تربط ما بين الضربات الجوية الحالية فى ليبيا وحالة السيولة الواضحة فى الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط التى تبدو وكأنها فى مرحلة صياغة جديدة وإعادة تشكيل وصولا لأفغانستان وانتهاء بالصين.

وكما تقول مجلة الجيش الأمريكى فى دراسة نشرتها مؤخرا حول حروب المدن إن تطوير برامج أسلحة الدمار الشامل بات يتكيف مع الخطط العسكرية التى تستهدف مراكز الثقل السكانى وغالبا ما تكون العاصمة فى مقدمة هذه المراكز ..ومن هنا فإن استهداف القوات المدافعة

عن عاصمة دولة ما ينطوى على أهمية كبيرة سواء على صعيد العمليات أو من منظور المعانى والرموز.

ومن نافلة القول أن حروب المدن أمست فى بؤرة اهتمامات المؤسسة العسكرية الأمريكية الضالعة منذ سنوات فى هذا النوع من الحروب فضلا عن الدول الغربية المتحالفة مع الولايات المتحدة فى حلف شمال الأطلنطى "الناتو".

وهكذا فمن الطبيعى أن يعكف الخبراء العسكريون فى الغرب على دراسات متعمقة تتعلق بحروب المدن واعادة اكتشاف معطياتها والسعى لحل المشاكل التى تكتنف حسم هذا النوع من الحروب وتوزيع المهام والأدوار بإيقاع سريع.

وتنهض وحدات مشاة البحرية الأمريكية الشهيرة "بالمارينز" بالدور الأكبر على مستوى القوات المسلحة الأمريكية فى حروب المدن حتى انها هى التى قامت من المنظور التاريخى بصياغة أغلب المفاهيم والتكتيكات الخاصة بتلك الحروب.

وتقر مجلة الجيش الأمريكى بأن سلاح الجو بقدراته الهائلة يغرى صانعى القرارات العسكرية باستخدامه فى حروب المدن بصورة رئيسية دون المخاطرة بالزج بوحدات تتحرك على الأرض حتى فى الحالات التى تسمح فيها الظروف وقرارات مجلس الأمن الدولى باستخدام قوات برية فى عمليات عسكرية .

اى أن اللجوء لسلاح الجو كما توضح هذه الدراسة يشكل الخيار الأسهل لصانعى القرارات العسكرية الأمريكية حيث يبدو اقل خطرا بالمقارنة مع العمليات البرية والبحرية فيما تكشف دراسة مجلة الجيش الأمريكى عن تفكير صانعى القرارات بشأن العمليات الحالية فى ليبيا ودور سلاح الجو فى حروب المدن .