عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ف. بوليسي: هل يُحاكم الكلب العقور بلاهاي؟



تساءلت مجلة فورين بوليسي حول جدوى محاكمة العقيد الليبي معمر القذافي في الوقت الذي أبدى فيه استعداده لوقف إطلاق النار والتفاوض حول رحيله نهائياً عن البلاد؛ مشيرة إلى أن النتيجة الوحيدة لهذه التهديدات، على المدى القصير، قد تكون هي دفع القذافي لسحب عروض التفاوض، إلا أنها ستؤدي بالنهاية إلى إنهاء الصراع، كما أثبتت خبرة العقدين الماضيين.

واستهل الكاتب جيمس جولدستون مقاله، الذي جاء بعنوان: ف. بوليسي: "هل يُحاكم الكلب العقور بلاهاي؟" بالإشارة إلى أن رئيس المحكمة لويس مورينو أوكامبو قد أعلن في 16 مايو أنه سوف يسعى لاعتقال القذافي وابنه سيف الإسلام ورئيس الاستخبارات عبد الله السنوسي لجرائمهم ضد المدنيين.

واستطرد أن السؤال الأهم الآن هو: هل النتيجة الوحيدة لهذه التهديدات هي دفع القذافي للتراجع عن التفاوض على رحيله النهائي من البلاد؟ وأوضح أنه يقصد بذلك التعجب من عدم التلويح بالجزرة، لا سيما وأن النظام الليبي قد عرض وقف إطلاق النار بالفعل، فلماذا التمسك الأعمى بالقانون والمثاليات مما يمكن أن يعزز عناد القذافي؟

وأضاف الكاتب أن الأمر لا يخرج عن السياق التكتيكي الذي يتم تبنيه كل يوم في جميع المدن، وطرح مثالاً على هذا بالمختطفين الجنائيين، مشيراً إلى أن احتمالية القبض عليهم ربما تثنيهم عن تسليم أنفسهم، وتطيل فترة وجود الرهائن أسرى لديهم، وتزيد احتمالية وقوع أذى أو عنف ضدهم.

وتساءل الكاتب: "هل المجتمع الدولي مختلف في هذا السياق؟". وأجاب بأن الخبرات المتراكمة على مدار العقدين الماضيين تظهر أنه على الرغم من أن التلويح بالمحاكمة ربما يؤدي –على المدى القصير- ببعض الحكام المستبدين المترنحين إلى التشبث بالسلطة (مثل روبرت موجابي

في زيمبابوي)، إلا أن محاكمة كبار القادة على جرائم حرب تسارع في الغالب بإنهاء الصراع.

وأكد على النتيجة التي توصل إليها من واقع خبرة أخرى وهي تجربة البوسنة في التسعينات، حيث أشار إلى أنه في 1995، كان التطهير العرقي قاسياً في البوسنة لثلاث سنوات ونتج عنه عشرات الآلاف من القتلى وحالات اغتصاب كثيرة وترحيل جماعي للمدنيين. وعندما أدانت المحكمة الجنائية الدولية بدعم من الأمم المتحدة اثنين من المتهمين الرئيسيين، وهما قائد صرب البوسنة رادوفان كاراديتش، ورئيس أركان جيشه الجنرال راتكو ملاديتش، عشية محادثات ديتون للسلام، انزعج البعض وأدانوا هذا الإجراء.

وتابع أن التهديد بالمحاكمة أدى لإبعاد المتهمين عن حضور مؤتمر ديتون، مما مكن الوسطاء الأمريكيين من إيجاد أرضية مشتركة بين البوسنيين والكروات والصرب. وفي عام 1998، عندما انتشرت أنباء الفظائع التي ارتكبها الجيش اليوغسلافي والصرب ضد المدنيين الألبان شن الناتو غارات جوية لإجبار ميلوسيفيتش على وقف عملياته العسكرية، وانتهى الأمر بإجباره على قبول خطة سلام أمريكية، وخسر السلطة في انتخابات أواخر 2000 وتم تسليمه إلى الأمم المتحدة لاعتقاله في يونيو 2001.