ف.بوليسي: حماس ليست إرهابية
نشرت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية في مقال حول الوحدة الفلسطينية أن بعض المعارضين في الولايات المتحدة لمشروع الاتفاق بين حركتي فتح وحماس يرون بعدم جدوي التفاوض مع منظمة إرهابية في حين أن الولايات المتحدة اعترفت بالعديد من الحكومات التي استخدمت الأساليب الإرهابية في النضال الوطني.
وأوضح المقال أن العديد من الحكومات السابقة والحالية لديها مجموعات تستخدم الأساليب الإرهابية كجزء من النضال الوطني لتحقيق الاستقلال بما في ذلك بعض أعضاء الجيش الجمهوري الأيرلندي السابق وياسر عرفات واسحق شامير وميناحم بيجن وكلهم تم الترحيب بهم في البيت الأبيض كما تم السماح لهم باستخدام الأساليب الإرهابية في مناسبات معينة.
وأوضح المقال أن بعض قادة الولايات المتحدة الآن على أمل أن يشجع مقتل بن لادن علي يد القوات الأمريكية التفاوض مع طالبان لإنهاء الحرب في أفغانستان، وهو ما يشير إلي نقطة أكثر وضوحا وهي أن الدول أحيانا تلجأ للتفاوض مع الجماعات الإرهابية إذا كان لدي هذه الجماعات نية مماثلة للتفاوض وهو ما يجعل التفاوض مع حماس التي لديها نية حقيقية في إنهاء النزاع أمرا حتميا.
وأضاف المقال أن رفض اسرائيل والولايات المتحدة التفاوض بسبب أن حماس لا تعترف بحق اسرائيل في الوجود بالإضافة إلي احتواء نصوصها على بعض بنود البغيضة التي توجهها لإسرائيل وبروتوكولات حكماء صهيون تستطيع حماس أن تنهيها بسهولة بالتخلي عن المواقف الكلامية التي لا تخدم أي غرض إيجابي والتي تسهل على خصومها تصوير مواقفها علي أنها غير معقولة.
وأشار المقال إلي أن حماس تتراجع دائما عن الاعتراف الرسمي بإسرائيل كواحدة من أوراق اللعبة، ولأن قرار فتح بالاعتراف بإسرائيل في أواخر عام 1980
وأضاف المقال أن الفريقين خاضا حربا قصيرة المدي في غزة عام 2007 إثر رفض قيادة الولايات المتحدة العاجزة قبول نتائج الانتخابات الفلسطينية عام 2006 بسبب فوز حركة حماس التي تزعج أمريكا كثيرا، ولكن الولايات المتحدة لم تتوقف عند هذا الحد، بل قامت حركة فتح بخوض تلك المعركة مع حماس بإيعاز من الولايات المتحدة التي ساعدت في تسليح الحركة لضرب حماس مؤكدا أن الولايات المتحدة قامت عن عمد بإشعال حرب أهلية بين الفصيلتين.
وأكد المقال أن العديد من الاختلافات العقائدية والإستراتيجية بين فتح وحماس والتي كانت ذريعة لانتشار الكثير من العنف بين الجانبين تسببت في قيام حركة فتح بشن حملة قاسية على حماس خلال 1990 في محاولة للإثبات أمام الولايات المتحدة واسرائيل أنها جادة في مكافحة الإرهاب.