عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل تؤدي وفاة بن لادن لإفلاس القاعدة؟!


اعتبر المحلل تيم ماكجريك أن القاعدة ستواجه عجزاً مالياً شديداً بعد وفاة بن لادن، ليس باعتباره مليونيراً يمولها من جيبه الخاص، ولكن لكونه يتمتع بشخصية أسطورية جذابة تغري المسلمين على تقديم زكاة أموالهم للقاعدة، باعتباره مقاتلاً عملاقاً ترك حياة الترف من أجل الجهاد.

وأضاف ماكجريك في مقال نشرته (تايم) الأمريكية اليوم أن خليفة بن لادن المرجح، وهو أيمن الظواهري، طبيب الأطفال المصري، ومنظر القاعدة منذ فترة طويلة- يفتقد إلى الجاذبية الشديدة التي كان يتمتع بها بن لادن بالتأكيد.

وقال "إن الظواهري يعرف بأنه متعجرف ومشاكس ويطيل في أحاديثه التي ينشرها في رسائل الفيديو التي يبثها، وهو ليس من النوع الذي يمكن أن يدفع السامعين إلى مد أيديهم إلى جيوبهم وإخراج المال لتقديمه للقاعدة.

وأوضح أن المصدر الرئيسى لإيرادات القاعدة لا يأتي من بيع الهيروين الأفغاني –كما يشاع- ولا من ثروة بن لادن الشخصية، باعتباره ابن ملياردير سعودي، حيث إنه قد حُرم من ثروة أسرته في منتصف التسعينات. ولم يستطع محققو مكافحة الإرهاب إيجاد صلات مالية بين القاعدة وأي دولة، سواء كانت العراق أو السعودية. فمنذ الحادي عشر من سبتمبر، مولت القاعدة نفسها من خلال المنح والعطايا الخاصة، سواء كانت من مانحين كبار أو صغار.

وأضاف أن الكبار هم أثرياء الخليج المتعاطفين مع القاعدة، بينما الصغار هم الأفراد المتعاطفين مع القاعدة المنتشرين في أنحاء العالم الإسلامي، الذين يوجهون زكاة مالهم لهذا الغرض.

وفي هذا الخصوص تلعب الجاذبية التي يتمتع بها بن لادن الدور الرئيسى في جذب تلك الأموال. فأسطورة المقاتل العملاق وهادئ الطباع الذي ترك حياة الترف من أجل الجهاد تغوي العديد من شيوخ البترول في الخليج، الذين يلجأون إلى استرضاء ضمائرهم بإرسال كومة من الأموال إليه. فهذا الأمر بالنسبة إليهم أسهل من الإمساك برشاش كلاشينكوف والسير وراء بن لادن في جبال أفغانستان. وهناك العديد من الشباب المسلمين الذين يحملون صور بن لادن على تليفوناتهم المحمولة ويطالعون الجديد فيما ينشره على مواقعة الجهادية، مثل موقع سحاب والمواقع المتطرفة الأخرى.

واستدرك ماكجريك أن إدارة وتسيير العمل

في منظمة إرهابية لا يكلف كثيراً؛ إذ يمكن شراء حزام ناسف مقابل بضعة مئات من الدولارات، كما أن لجنة التحقيق في هجمات الحادي عشر من سبتمبر قدرت أن القاعدة أنفقت أقل من 500 ألف دولار لكي تدمر برجي مركز التجارة العالمي وتشن هجوماً على البنتاجون. لكن خبراء مكافحة الإرهاب يقولون إن القاعدة لا تزال تحتاج إلى الأموال حتي تشتري الأسلحة، وتدفع أموالاً للعسكريين الباكستانيين الجشعين من أجل شراء سكوتهم ومن أجل أن يوفروا لها مأوى، ولكي تطعم وتجهز مئات المقاتلين المنضوين تحت لوائها، والمتعاطفين معها الذين يوفرون لهم المأوى على امتداد الحدود الباكستانية الأفغانية، ولكي تدير حملتها الدعائية التي تشمل العديد من المواقع الإلكترونية، مثل موقع سحاب، وهي شركة إنتاج أشرطة فيديو يعتقد أنها موجودة في باكستان. وتصل تلك التكلفة إلى ما يقرب من 30 مليون دولار أمريكي سنوياً قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، لكنها زادت إلى أكثر من ذلك بحوالي بضعة ملايين من الدولارات بحسب مصادر في المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه).

واستطرد أنه من الناحية المالية، ربما كانت القاعدة مشرفة على الإفلاس حتى لو لم يُقتل بن لادن، فقد تعرضت القاعدة لضربة موجعة قريباً وهي انتفاضة الشعوب العربية تجاه حكامهم السفاحين، الأمر الذي سيجعل من الصعب على القاعدة أن تروج صورتها للمسلمين كروح بديلة لتلك النظم الطاغية.