عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تقرير:الثورة تصالح القارة السمراء

تقرير:الثورة تصالح القارة السمراء - أرشيف

ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط في تقرير لها اليوم السبت ان ثورة 25 يناير تتحرك بقوتها الناعمة وجاذبيتها العالمية

فى القارة السمراء وبقلب مفتوح مع كل شعوب افريقيا لمصالحة الجميع وكل الأفارقة كما يتجلى فى زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية

 

حاليا لأثيوبيا وفى وقت باتت فيه "القوة الناعمة" موضع اهتمام بالغ فى العلاقات الدولية والدراسات السياسية والاستراتيجية .

ونقل حسام ابراهيم في تقريره عن المهندس ايمن عيسى رئيس مجلس الأعمال المصرى- الأثيوبى قوله "أن مصر بعد ثورة 25 يناير باتت أكثر جاذبية فى الشارع الأثيوبى وأهمية التعامل مع المتغيرات الناجمة عن هذه الثورة الشعبية".

وأكد المهندس أيمن عيسى رئيس مجلس رجال الأعمال المصرى-الأثيوبى على أن الصين عامل مشترك فى كافة الأنشطة التنموية فى اثيوبيا لكنه أوضح أن الصينيين لاينقلون التكنولوجيا.

ونوه بأن هناك تزايدا مطردا فى الاستثمارات المصرية فى اثيوبيا موضحا أن هذه الاستثمارات قدرت فى شهر أكتوبر الماضى بمليارى دولار أمريكى وتتركز فى مجال البنية الأساسية من كهرباء وطرق وشبكات مياه الشرب والصرف الصحى.

وقال أن الوجود الاسرائيلى فى السوق الاثيوبية محدود ويقتصر على الاستشارات الزراعية والصناعات الغذائية داعيا لشراكة عربية- مصرية فى اثيوبيا تحقق مصالح الجميع فيما اتهم نظام الحكم السابق فى مصر بوضع عقبات فى طريق التعاون المصرى-الأثيوبى بل واعتبر فى مقابلة مع جريدة الجمهورية أن بعض رموز النظام السابق كانت حريصة على تدمير اى تقارب مصرى مع افريقيا ودول حوض النيل .

واشار الى انه اذا كانت قضية مياه النيل قضية ذات مستويات متعددة فان نظام الحكم السابق بدا عاجزا عن ابداع مطلوب فى مواجهة هذه القضية التى تهم بالضرورة كل مصرى فيما تشكل مثلا ونموذجا لمقولة المؤرخ العظيم ارنولد توينبى حول التحدى والاستجابة.

وكان وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية قد لقى استقبالا حافلا لدى وصوله صباح أمس الجمعة الى العاصمة الاثيوبية أديس ابابا وكان فى مقدمة مستقبليه داود محمد وزير الدولة الأثيوبى للسياحة فيما أضفت فرقة فنون شعبية أثيوبية نكهة خاصة على مراسم الاستقبال.

وجاءت التصريحات التى أطلقها أعضاء الوفد الشعبى المكون من 40 شخصية تمثل كل القوى السياسية المصرية معبرة عن نظرة ثورة 25 يناير لأهمية بناء علاقات متميزة مع اثيوبيا ودول حوض النيل فى سياق ارتباط عضوى بين مصر وقارتها الافريقية

ونوه مصطفى الجندى منسق هذه الرحلة بأهمية الحوار بين شعبين يجمع بينهما نهر النيل فيما أكد محمود دردير جيدى سفير اثيوبيا فى القاهرة على أن الزيارة تشكل بادرة طيبة وتمثل خطابا جديدا فى تناول العلاقات بين بلاده ومصر.

واشار التقرير الى ان القراءة الواعية لتاريخ مصر تقول بوضوح أن اى حاكم يهمل فى الحفاظ على مياه النيل يفقد شرعيته السياسية فى ادراك الشعب المصرى.

ولفت الى ان المواجهة التى تخوضها مصر لتأمين حقوقها المائية التاريخية تتطلب أن يدير هذه المواجهةأصحاب الرؤى لاشراذم تابعة للرأسمالية المتوحشة وفلولا لبيروقراطية فقيرة الخيال التى لاتفقه شيئا اسمه الابداع والعلاقات الشبكية .

فالمواجهة الدائرة حول مياه النيل ليست بعيدة عن الجدل المحتدم بشأن قضايا البيئة والمناخ والدعوات المشبوهة التى يطلقها البعض مؤكدة على الحاجة الماسة "لهندسة جغرافية جديدة " فيما تثير حرب البيئة والمياه على امتداد الساحة العالمية اشكاليات تتجه للتفاقم بدلا من الانفراج وتتركز بؤرها الأكثر سخونة فى مناطق تعانى بالفعل من توترات سياسية حادة وازمات غذائية.

ومع أنه قد لايجوز بحكم عوامل وحقائق الجغرافيا والتاريخ عقد مقارنة بين علاقات كل من مصر والصين مع دول القارة السمراء التى تعد مصر جزءا أصيلا منها فانه من المفيد القاء الضوء على مسألة استخدام الصين للقوة الناعمة فى استراتيجيتها الخاصة بالتعامل مع افريقيا.

وفى دراسة نشرتها جامعة فيكتوريا فى ويلنجتون تحت عنوان "السياسة الافريقية للصين وقوتها الناعمة" تناول الباحثان جيانبو ليو وتشياو مين زهانج بصورة مستفيضة مسألة القوة الناعمة كسبيل مباشر لحماية وتوسيع نطاق المصالح الوطنية للصين فى الخارج وعبر البحار فيما يرى الباحثان أن القارة السمراء تشكل ساحة هامة

لتعزيز القوة الناعمة الصينية فى بيئة صراعية تعد سمة اساسية للعلاقات الدولية.

وبحسب هذه الدراسة المطولة للباحثين اللذين يعمل أولهما فى معهد تثقيف الكوادر بالحزب الشيوعى الصينى فيما يعمل الثانى بجامعة بكين للدراسات الأجنبية فان ضمان النمو المتواصل للعلاقات الصينية-الافريقية يشكل محكا واختبارا للصورة الذهنية

للصين ومسؤولياتها الدولية فى حقبة جديدة مع تأكيدهما على أنه من الأهمية بمكان للأستراتيجية الخارجية للصين تحليل الانجازات التى تحققت والمشاكل التى مازالت قائمة فيما يتعلق بحشد وتعبئة القوة الناعمة وزيادة التأثير الصينى فى افريقيا .

وأوضح الباحثان أن القوة الناعمة للصين فى افريقيا تتمثل أساسا فى عدة مجالات هى المساعدات الخارجية الصينية التى تفضى لنفوذ سياسى للصين فى الدول الأفريقية المتلقية لهذه المساعدات والتأثير الثقافى الصينى الذى يتزايد تدريجيا فى عدة

دول افريقية مع تصاعد ملحوظ فى تحبيذ العديد من دول القارة السمراء للنموذج التنموى الصينى.

وفيما تعمل آلية التعاون الصينى-الأفريقى المتعدد الأطراف على دعم العلاقات الودية بين الجانبين فان الباحثين تحدثا فى هذه الدراسة عن تحديات تعترض التعاون من بينها الاحتكاكات والنزاعات التجارية والأهم من ذلك حرص الغرب على الحاق الأذى

بالوجود الصينى فى القارة السمراء والحاق الضرر قدر الامكان بصورة الصين فى افريقيا .

ومن ثم يطرح الباحثان جيانبو ليو وتشياو مين زهانج فى هذه الدراسة سلسلة من التوصيات والاقتراحات لتحسين صورة الصين وسمعتها فى القارة الأفريقية تتضمن صياغة استراتيجية شاملة ومتماسكة لتعظيم الاستفادة من القوة الناعمة الصينية فى افريقيا

ومنح مزيد من الاهتمام للدبلوماسية الثقافية ونشر الثقافة الصينية فى ربوع القارة السمراء وزيادة جاذبية النموذج التنموى الصينى فى عيون الأفارقة واقناعهم بأن توسيع نطاق التعاون المشترك يخدم الجانبين معا.

واحتتم التقرير بالاشارى الى ان التاريخ يشهد على أن مصر كانت صاحبة المبادرة فى انشاء "القيادة العليا الافريقية المشتركة" عام 1962 وانتخب ممثلها بالاجماع رئيسا لمجلس رؤساء أركان دول منظمة الوحدة الافريقية وفتحت أبواب كلياتها ومعاهدها العسكرية لشباب دول المنظمة.

وتابع إنها مصر التى منحت من منطلق انتمائها الافريقى الأصيل دعمها الفاعل والسخى لحركات التحرر الوطنى على امتداد القارة السمراء وربطت بين نضال الأمة العربية وكفاح الأفارقة ومازالت وفية لعهودها وتاريخها فيما جرت مياه كثيرة فى النهر منذ

ثورة 25 يناير المجيدة واذا كان النهر أغلى أمانة فى تاريخ هذا الوطن وحاضره ومستقبله فان الحفاظ على حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل هدف يتحتم تحقيقه فى كل الأحوال لأن أمن مصر وقدرها ومستقبلها معلق به ثم انه لابد من القول ومصر تعيش

نقطة فاصلة فى تاريخها أن أمن مصر وقدرها ومستقبلها جزء لايتجزأ من أمن وقدر ومستقبل افريقيا كلها...وسيظل النيل يجرى .