رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ف. بوليسي مخاطر تفتيت سوريا


يتفق المحللون السياسيون المتابعون أن ما تشهده سوريا من أحداث ستلقي بظلالها على المنطقة بأكملها، بسبب الفسيفساء العرقية والدينية المعقدة للمحيط الإقليمي لسوريا.

هذا ما حذر منه مقال للكاتب الأميركي روبرت دي كابلان الذي تنشره مجلة فورين بوليسي في عددها الجديد الشهر القادم.

ويستهل الكاتب قراءته للمشهد السوري بالإشارة إلى التسمية التاريخية للجمهورية العربية السورية -وهي سوريا الكبرى- وما تختزنه من معطيات إستراتيجية هامة للمنطقة تتجاوز بكثير مساحتها التي رسمت مطلع القرن العشرين ضمن ما بات يعرف باسم اتفاقية سايكس بيكو.

ويعود كابلان للمرحلة العثمانية بالقرن الـ19 عندما كانت خريطة سوريا تمتد من جبال طوروس شمالا إلى الصحراء العربية في الدنوب، ومن البحر الأبيض المتوسط غربا إلى بلاد الرافدين شرقا أي أن سوريا -وبالتسميات الحالية- كانت تضم المناطق الجنوبية من تركيا (بما فيها طبعا لواء إسكندرون) ولبنان والأردن وفلسطين والمناطق الغربية من العراق.

ويتابع الكاتب -صاحب الدراسة الشهيرة عن الشرق الأوسط بعنوان "انتقام الجغرافية"- أن الهوية القومية السورية في إطارها العروبي لم تظهر بشكل واضح إلا مع الانتداب الفرنسي وبعدها تحولت الجمهورية إلى منصة قومية ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن هذه القومية الجامعة تضم في تفاصيلها تناقضات عرقية ودينية وحدها الصراع العربي الإسرائيلي منذ 1948.

بيد أن الأحداث الداخلية التي عانتها المنطقة في الثمانينيات وتحديدا في حماة، وما يجري حاليا من احتجاجات تهدد النظام الحاكم تكشف وإلى حد كبير هشاشة هذه التركيبة، في تكرار لما حدث بعد الانتخابات البرلمانية في الأربعينيات والخمسينيات في القرن الماضي، مع الفارق الكبير في طبيعة النظام حينذاك والقائم حاليا.

ويتوقع الباحث "في حال تخلخلت أو ضعفت السلطة المركزية فإن التأثير المحتمل لهذه التغييرات ستكون أكبر بكثير مما حدث في العراق".

بلقنة المنطقة

ويبرر كابلان فرضيته بإن العراق محاط

بدولتين قويتين هما إيران في الشرق وتركيا في الشمال ومنفصل عن السعودية والأردن جنوبا وعن سوريا غربا بصحراء شاسعة، ومع ذلك -يقول الكاتب- دفعت الحرب الأميركية بملايين العراقيين إلى الأردن وسوريا.

ويقارب الكاتب السيناريوهات المحتملة لأي مسعى لتفكك سوريا بما جرى في يوغسلافيا السابقة بسبب وجود تجمعات سكانية كبيرة من الحدود مع لبنان والأردن، وكلتا المنطقتين لا تبدوان مستقرتين كليا.

ويضيف أن توجه أوضاع سوريا إلى فوضى أمنية وسياسية ستدفع تجمعات سكانية كبيرة باتجاهات جغرافية ذات تركيبة طائفية تتجاوز في خطوطها وتقاطعاتها ما رسمته اتفاقية سايكس بيكو الشهيرة.

ويذكر الكاتب بأن تلك الاتفاقية وضعت بين تفصيلاتها على الأرض جيوبا من عناصر عرقية ودينية متداخلة بشكل متشابك مع أغلبية ذات طبيعة دينية وطائفية واحدة، منها وجود عدد كبير من المسلمين السنة في لبنان في إطار نظام تقتصر الرئاسة فيها على شخصية مسيحية مارونية.

ويخلص لإن سوريا بسبب موقعها المتوسط بالمنطقة شكلت مركزا قويا لضبط هذه الاهتزازات العرقية والدينية وعدم انفلاتها خارج الحدود الدولية، لكن تفجير هذا المركز عرقيا وطائفيا -بأي أداة ولأي سبب- سيعني تحويل الشرق الأوسط إلى خريطة جديدة تفوق في تعقيداتها الوضع بالعراق بعد 2003.