رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اندبندنت: ليبيا على خطى العراق

ليبيا على خطى العراق

سعت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية لإظهار أوجه الشبه بين الأسباب التي ساقها الغرب للتدخل في ليبيا والعراق 2003، حيث كانت الأسباب إلى حدا كبير متشابه وتندرج تحت الإطار الإنساني وحماية المدنيين ثم تتطور لتكون من أجل إزالة القائد سواء صدام أو القذافي، والذين وصفا بأنهما "مصدر كل الشرور، وطاغي لا يلين".

ونشرت الصحيفة اليوم الأحد مقالا للكاتب باتريك كوكبيرن قارن فيه بين التدخل الدولي في ليبيا اليوم وفي العراق عام 2003، وبدأه بقصة عن ما يحدث في العراق حاليا وعن الواقع الذي يعيشه العراقيين، ويقول في بغداد نهاية العام الماضي، قام شخص يدعى وليد حامد دعوى قضائية غريبة ضد الرجل الذي باعه المنزل، حيث قال حامد إن البائع لم يخبره أن المنزل مسكون وفي منطقة تشتهر بالأشباح التي تصرخ وتطرق على أبواب المنازل في الليل".

ويضيف :إن" سبب وجود هذه الأشباح بسيط، وهو ما لا يعرفه حامد، لأنه ليس من المنطقة التي اشترى فيها المنزل، حيث اشترى منزل قريب من سجن أبو غريب، الذي يعتبر مكان رعب العراقيين بسبب العدد الكبير ممن تعرضوا للتعذيب وأعدموا هناك عقب احتلال بغداد على يد الأمريكيين، وحامد يقول إنه لم يكن يدرك أنه يعيش في محيط سجن أبو غريب الذي تسكنه الأشباح وأن هو وعائلته خائفون، ويضيف إنه حتى القطط والكلاب يتصرفون بغرابة، ويرغب في استعادة نقوده حتى يتمكن من العيش في مكان آخر ببغداد".

ثم ينتقل الكاتب للوضع الليبي اليوم ويقول في الموضوع الذي أسماه "الأشباح ستطارد ليبيا لعقود"، أن من المجدي النظر إلى ما سماه "التداعيات القاتمة للتدخل الأجنبي في العراق" في الوقت الذي

تتزايد فيه مشاركة القوات البريطانية والفرنسية والأمريكية في ليبيا.

ويقول الكاتب إن "كلا الفعلين (التدخل في العراق والتدخل في ليبيا) يمكن تبريرهما على خلفيات إنسانية"، رغم أن الرئيس السابق صدام حسين ارتكب انتهاكات أكبر بكثير مما ارتكبه القذافي، بحسب رأيه.

ويضيف أن صدام قد وصف من قبل بأنه "مصدر كل الشرور في العراق" مثلما يوصف القذافي اليوم بأنه "طاغ لا يلين"، ويرى الكاتب إن "هذه الصورة تعزز الاعتقاد الخاطىء بأنه بمجرد عزل القائد الشيطاني، فإن كل شيء سيكون على ما يرام".

ويتابع أن هذا الاعتقاد الخاطئ يشتمل أيضا على القول بأنه "أيا كانت إخفاقات القيادة الجديدة، فإنها ستتجه نحو الأفضل"، ويضيف أن قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قالوا في البدء إنهم يشنون حملات جوية لحماية المدنيين الليبيين، لكن هذا الأمر "قد تطور إلى القول بأن الهدف من الحرب هو التخلص من القذافي".

ويرى أن متطلبات هذين الهدفين (حماية المدنيين وإسقاط القذافي) لم يفصح عنها، مشيرا إلى أن حلف شمال الأطلسي "لا يساعد الثوار فحسب، بل حل مكانهم بالفعل" ليصير العدو العسكري الرئيسي لقوات القذافي.