الاتحاد الأوروبي يستعد لمهمة عسكرية في ليبيا
استمرت اليوم المعارك العنيفة بين الثوار والقوات الموالية للرئيس الليبي معمر القذافي في مدينة مصراتة التي تحاصرها قواته وتقصفها دون توقف منذ شهر ونصف الشهر، وقال مصور لوكالة فرانس برس إن تبادلا كثيفا لإطلاق النار بالاسلحة الخفيفة والصواريخ والمدفعية الثقيلة جري بين الثوار والجيش الليبي في مصراتة. واوضح ان الصحفيين تمكنوا من التقدم 5 كيلومترات داخل المدينة التي تبعد 200 كلم شرق طرابلس. وشارك مصور فرانس برس مع مجموعة من الصحفيين والمصورين في زيارة نظمتها السلطات الي هذه المدينة. واضاف ان الصحفيين نقلوا الي مستشفي لمشاهدة جرحي المواجهات الا ان ضابطا كان يرافق الموكب اصيب بجروح طفيفة برصاص قناص ما اجبر الجميع علي التراجع.وقال متحدث باسم الثوار الليبيين في بنغازي لفرانس برس ان 4 اشخاص بينهم طفلان قتلوا، واصيب 6 آخرون بجروح في اطلاق قذائف وصواريخ في مصراتة، واشار الي ان قوات القذافي تواصل اطلاق النار العشوائي علي منازل في المدينة.وانتقد المتحدث مجددا قوات الناتو وقال انها لا تقوم بمهمتها في حماية المدنيين،
وأكد ان المدنيين يقتلون في مصراتة. واضاف انهم يريدون ان تتولي فرنسا قيادة العمليات في مصراتة واعترف في الوقت نفسه بأن طائرات الحلف دمرت بشكل كامل ثكنات وكتائب القذافي في محيط المدينة.ولا يزال الوضع علي الجبهة الشرقية ملتبسا في اجدابيا التي يسيطر عليها المتمردون لكنها كانت شبه خالية يوم الجمعة. واطلقت القوات الموالية للقذافي قذائف علي المدخل الغربي للمدينة قبل ان تتراجع. وقصفت القوات الموالية للقذافي الزنتان علي بعد 30 كلم جنوب غرب طرابلس وشهدت بنغازي تظاهرة لـ400 شخص كانوا يهتفون "يسقط الحلف الاطلنطي" الذي قصفت طائراته الخميس الماضي خطأ رتلا من الدبابات التابعة للثوار مما اسفر عن سقوط 4 قتلي علي الأقل اثنان من الثوار وطبيبان بينما فقد 6 اشخاص وجرح 14 آخرون، وقال الاتحاد الاوروبي في رسالة وجهتها وزيرة خارجيته كاثرين اشتون الي الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، انه علي استعداد لتقديم مساعدة انسانية لمدينة مصراتة الليبية في اطار عملية مؤمنة عسكريا في حال الضرورة. كما اعلن دبلوماسيون في الاتحاد ان وزراء خارجية اوروبيين سيلتقون الثلاثاء المقبل ممثلا عن المجلس الوطني الانتقالي الليبي علي رغم التباين في وجهات النظر داخل الاتحاد الاوروبي حول الموقف الواجب اتخاذه حيال المتمردين في بنغازي.
وسيشكل هذا اللقاء سابقة للاتحاد الاوروبي. وسيعقد الاتحاد اللقاء الذي سيكون قصيرا مع محمود جبريل المكلف بالشئون الخارجية داخل المجلس الوطني الانتقالي بعد غداء عمل للوزراء الثلاثاء في لوكسمبورج، يأتي ذلك في الوقت الذي اعلنت فيه واشنطن انها وسعت العقوبات الاقتصادية الامريكية لتشمل 5 مسئولين كبار في نظام القذافي ومنظمتين للعمل الخيري تابعتين لأسرة الزعيم الليبي. واعلنت وزارة خارجية جنوب إفريقيا ان مجموعة من القادة الافارقة يزورون ليبيا خلال وسيلتقون مع ممثلين لفريقي النزاع وسيطلبون وقفا فوريا لإطلاق النار.واجتمع الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما وقادة بارزون آخرون في لجنة للاتحاد الافريقي في موريتانيا ، قبل ان يتوجهوا الي ليبيا للقاء الزعيم معمر القذافي في طرابلس وقادة من الثوار في بنغازي سعيا وراء انهاء النزاع.واوضحت وزارة خارجية جنوب افريقيا في بيان ان لها اللجنة حصلت علي اذن من حلف الناتو لدخول ليبيا ولقاء الزعيم الليبي في طرابلس. كما ستلتقي بعثة الاتحاد الافريقي مع المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي اليوم وغدا.
واضافت ان الموضوع الرئيسي علي جدول اعمال الاجتماعين سيكون التنفيذ الفوري لوقف اطلاق النار من الجانبين واطلاق حوار سياسي بين الفريقين.وكان من المقرر ان تزور اللجنة التي تضم رؤساء الكونغو ومالي وموريتانيا وجنوب افريقيا واوغندا، ليبيا الشهر الماضي الا انها اضطرت الي إلغاء الزيارة بعد الفشل في الحصول علي اذن للدخول الي ليبيا تزامنا مع انطلاق عمليات الائتلاف الدولي في ليبيا لفرض منطقة حظر جوي. واعلن جان ميشيل مونود رئيس فريق اللجنة الدولية للصليب الاحمر الموجود في ليبيا حاليا ان الصليب الاحمر يوسع نطاق انشطته لحماية الأرواح في ليبيا مع وصول سفينة محملة بإمدادات طبية الي مدينة مصراتة المحاصرة، وأضاف ان فرق الاغاثة التابعة له في طريقها الي الزاوية. واضاف في بيان له "نرسل سفينة لمساندة المستشفي الرئيسي في مصراتة بتسليم امدادات طبية كافية لمعالجة 300 مصاب".
وجاءت هذه الانفراجة بعد أكثر من اسبوع من بدء المفاوضات بين اللجنة ومسئولين من الحكومة الليبية بشأن الوصول للمناطق الغربية الخاضعة لسيطرتها.وتتواجد اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالفعل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الشرق الليبي وبصفة خاصة في بنغازي وطبرق، واعلن الاتحاد الاوروبي الذي طغي عليه حلف
ووصف دبلوماسي اوروبي رفيع المستوي الوضع في المدينة بأنه مأساوي. وقال ان الامم المتحدة بدأت تدرك خطورة الوضع في مصراتة ويمكن ان تضطر للجوء الي الاتحاد الاوروبي في الايام المقبلة، واكد الدبلوماسي ان فكرة الاتحاد الاوروبي هي اجلاء الجرحي اولا وتأمين مياه ومواد غذائية وادوية يعاني السكان من نقص كبير فيها. واشار الي ضرورة تحديد وسائل المهمة بدقة وحرية. واكد الدبلوماسي ان نشر قوات برية غير وارد حاليا.وكانت دول الاتحاد الاروبي اتفقت في الاول من ابريل علي مبدأ القيام بعملية عسكرية لأغراض انسانية في ليبيا اطلق عليها اسم "يوفور ليبيا" لكن لم يحدد هدفها بدقة. وخصصت لها ميزانية تبلغ 7.9 ملايين يورو وسيقودها الادميرال الايطالي كلوديو غوديوزي من مقر للقيادة في روما. واوضحت المصادر أن هذه العملية لا يمكن ان تبدأ إلا بطلب من مكتب الامم المتحدة للشئون الانسانية.
وقد دقت مسئولة المكتب فاليري اموس ناقوس الخطر،وقالت ان الوضع علي الارض حرج لعدد كبير من الاشخاص الذين يحتاجون بشكل ملح للغذاء ومياه الشرب ومساعدة طبية عاجلة. واوضح دبلوماسيون ان مكتب الامم المتحدة لا يمكن ان يطلب مهمة انسانية مؤمنة بوسائل عسكرية بدون ضمانات صارمة.واضاف الدبلوماسي الاوروبي ان الاتحاد يمكن ان يجد نفسه في موقف مختلف بما انه لا يشارك في العمليات العسكرية التي يقودها الحلف الاطلنطي.
واعلنت الحكومة الالمانية استعدادها لتقديم مساهمة عسكرية في مهمة انسانية اوروبية في ليبيا، مشددة في الوقت نفسه علي ان ذلك لا يشكل تغييرا في سياستها الخارجية.وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن تسايبرت ان وزيري الخارجية والدفاع اوضحا الاسبوع الماضي خلال مجلس الوزراء انهما مستعدان مبدئيا لمشاركة الجيش الالماني في مهمة انسانية للاتحاد الاوروبي في ليبيا في حال تلقي طلب بهذا الشان من الامم المتحدة. وتكون المانيا بذلك تطبق قرارا اتخذه الاتحاد الاوروبي الذي اعلن في الاول من ابريل استعداده لإطلاق هذه العملية في حال تلقيه طلبا مماثلا من مكتب الامم المتحدة للشئون الانسانية.
وقال دبلوماسي آخر إنهم اعلنوا لهم منذ فترة قصيرة موت السياسة الاوروبية الدفاعية المشتركة بسبب ليبيا لكنه استدرك بقوله" لكن يمكنها ان تنهض مجددا". ويمكن ان تسمح مهمة عسكرية انسانية في مصراتة للاتحاد بتحسين صورته في ليبيا التي غابت عنها بسبب الانقسامات العملية بين اعضائه حول التدخل العسكري.