رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

و.بوست: الجزائر لن تثور


طرحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تساؤلا حول الجزائر التي تظهر بأنها في عزلة عن الثورات العربية، فبعد أن كانت على حافة الثورة منذ أسابيع قليلة، مع تدفق الآلاف للشوارع للمطالبة برحيل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، ولكن مع رغبة الكثير في المشاهدة من بعيد، لم يعد إلا القليل من النشطاء الذين يتظاهرون في الميادين، واكتفت البلد الواقع شمالي أفريقيا الآن بدور المشاهد لربيع الثوارت العربية وهو يزدهر.
ونشرت الصحيفة اليوم السبت موضوعا بعنوان "الجزائر في عزلة عن الثورات العربية" جاء فيه:" في الوقت الذي تندلع ثورات شعبية في بلدان عربية تقلب النظم السلطوية، بما في ذلك سوريا، ونجاح بعض هذه الثورات مثل تونس، حيث ظلت الانتفاضات والاحتجاجات مستمرة حتى الإطاحة بزين العابدين بن علي، هناك بلدان أخرى مثل الجزائر المجاورة تقف بدون حراك".
وتضيف الصحيفة :" الضجة التي يحدثها الأطباء، والمدرسون وضباط الشرطة وعمال النقل الذين يخرجون للشوارع في هذا البلد الغني للمطالبة بزيادة الأجور، لا تجد وسطها دعوى لإسقاط النظام، فالدعوة للتغيير السياسي تتلاشى".
وترجح الصحيفة أن نظام الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة يحاول كسب الوقت والإسراع في تقديم تنازلات وإصلاحات اقتصادية، فبقدر ما فعلت السعودية لقمع الاحتجاجات هناك، تحاول الحكومة الجزائرية وتقدم تنازلات ووعود تتضمن امتيازات اقتصادية تشمل مضاعفة رواتب الجميع من ضباط الشرطة وكتبة المحاكم، والتعهدات بإعطاء الملايين من الجزائريين أرض خالية وقروض ميسرة وبحسب الصحيفة فإن الشعب الجزائري الذي يشعر بالقلق بعد تاريخ طويل من العنف يفتقر إلى الدعم الواسع للاحتجاج ويعوقها الاقتتال الداخلي، الأمر الذي جعل دعوة بوتفليقة للتنحي تضاءلت بشكل كبير، ولم يعد ينطق بها إلا مجموعة صغير من المتظاهرين.
وعن هذا السبب يعلق نويدر بهي مدير مدرسة، وهو ينظر إلى مسيرة صغيرة مؤيدة للديمقراطية السبت الماضي ويقول :" لماذا أنا لا أتظاهر ويجيب على نفسه قائلا ربما لأن ما يحدث في تونس ومصر لا يحدث في الجزائر. . . بالطبع نحن نريد التغيير،

ولكم كم سوف نستغرق للوصول إلى هذا الهدف؟ ننظر في ليبيا.. تمزق والناس يموتون".
وبحسب الصحيفة، الجزائر لم تتعاف بعد من سنوات الرصاص التي عانت منها فترة طويلة، ولعل هذه الفترة هي التي تجعل الجميع يراجع حساباته من الاحتجاجات التي تجتاح العالم العربي، وخيبت هذه الأمة، المترامية الأطراف من الصحراء الحارقة إلى البحر الأبيض المتوسط توقعات الجميع بأن تصبح أول بلد بعد تونس يندلع فيه اضطرابات، خاصة مع اندلاع أعمال شغب احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية في يناير الماضي.
وعقدت الصحيفة مقارنة بين تونس والجزائر، ففي تونس أثارت أعمال شغب انضمت إليه النقابات وزعماء المعارضة وأعضاء الطبقة الوسطى احتجاجات أدت في النهاية لطرد زين العابدين بن علي الذي فر من البلاد 14 يناير، ولكن في الجزائر تمكنت الحكومة من احتواء الغضب الشعبي من خلال مزيج من التسامح، ودعم المواد الغذائية وزيادة الأجور، فضلا عن تنازلات سياسية طفيفة.
ونقلت الصحيفة عن بعض المراقبين قولهم إن الجزائر لا يمكن أن تنفجر رغم أن بطالة الشباب تجاوزت 30% والملايين من العمال الذين يعملون في السوق السوداء غير مستقرين، مرجعين ذلك إلى بوتفليقة الاستبدادي الذي يحكم الجزائر منذ 1999 تدعمه جبهات هيكل السلطة الخفية من ضباط ومخابرات وجنرالات الجيش، ولذلك فالانتفاضات تشكل خيارا صعبا.