عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"دُوما".. توأم دمشق المُحررة

"نعم للحرية"، يكتبها احد مواطني ضاحية "دوما" الدمشقية على يديه ويواجه بها كاميرات العالم.. بلا خوف. ضاحية أم مدينة، ليس مهماً، فهي قد تدفع ثمنا جديدا اليوم لحريتها من دماء أهلها.

حسمت موقفها منذ البداية بالتزامن مع مدينة "درعا" على حدود الأردن ومع اللاذقية الساحلية، كمثلث مقدس للثورة السورية. طوال ثلاثة اسابيع يتجمع الآلاف من أهالي الضاحية الدمشقية، كل ليلة تقريبا، لتشييع شهداء قتلتهم قوات الأمن بالرصاص.

كان عدد سكانها عام 1963 لحظة انقلاب الأب حافظ 20 ألفا، الآن تضاعفوا ست مرات، جزء منهم من لاجئي فلسطين الذين لم يعودوا كذلك.. وجزء آخر فضلها عن جارتها.. دمشق. تفخر بعروبتها، وبأنها وحدها، تقريباً، من قاومت الانفصال، وحين رفع الانفصاليون علم الجمهورية السورية.. أعاد طلاب ثانويتها إنزاله متمسكين بعلم "الجمهورية العربية المتحدة".

على الخريطة.. وكتوأم، تبدو دوما ودمشق متلاصقتين. ورغم غالبيتها سنية، تُدقق دوما في شعاراتها، كما باقي المدن السورية الثائرة.. نبذا للطائفية، فقضيتها مع استبداد عائلة الأسد.. اب ثم ابن، لا مع الطائفة العلوية. قال الشيخ معاذ الخطيب رئيس جمعية التمدن الاسلامي لحشد كبير من المعزين مساء الثلاثاء الماضي: "نتكلم بالحرية من أجل كل انسان في هذا البلد، كل سني وعلوي واسماعيلي ومسيحي، عرب واكراد".

شهيدان توفيا الثلاثاء وقبلهما ثمانية الجمعة الماضية. للاحتفاء

بأرواحهم ولتعزية أهلهم، يتجمع الكل بالجامع الكبير في الضاحية التي أصبحت شبه محررة بعد أن غادرتها قوات الأسد، ولو مؤقتا، ليتنفس مئات الآلاف من سكانها نسائم حرية قالوا إنهم لم يتنفسوها منذ عقود.

قال أحد السكان: "نشعر كما لو كنا مدينة محررة. لكننا نتوقع ان تكون مظاهر خادعة مؤقتة وان الشرطة السرية انسحبت الى مراكزها فقط لامتصاص الغضب في الشوارع".

وقال آخر سنخرج الجمعة القادمة رغم ان "مذبحة الجمعة الماضية لا تنسى. خائفون من تكرارها بعد يومين".

خارج دوما في الشوارع المؤدية الى دمشق رفع حزب البعث لافتات دعائية "حاصروا الفتنة الطائفية واعزلوا رموزها.. الطريق الوحيد الى الاصلاح هو بشار الاسد".

لا تصدقه دوما، مرددة: "اللي يقتل شعبو.. خاين". وبوعي عفوي يكذب أهلها ما يروجه إعلام النظام عن "الضاحية العشوائية التي يتحالف فيها الفقر والأصولية"، مؤكدين ان ثورتهم: "سلمية.. سلمية".