رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جارديان: نفط السعودية يُخرس الغرب

سعت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الثلاثاء في مقال للكاتب جورج مونبيوت لعقد مقارنة بين ردة فعل الغرب على مطالب الإصلاح في السعودية، وبين ردة فعلهم تجاه ما يحدث في ليبيا ومحاولاتهم للإطاحة بالعقيد معمر القذافي، ليظهر مدى الفارق بين الموقفين رغم أن المطالب واحدة.

وأضاف: أن السعودية أكبر منتج نفطي في "اوبك" وليست مثل ليبيا قليلة الإنتاج رغم أن مؤشر الديمقراطية الأخير للايكونوميست وضع السعودية في المرتبة 160 وليبيا في المرتبة 158 من بين 167 دولة.

ويتساءل الكاتب بنبرة تعلوها السخرية عن ردة فعل الغرب على القمع الذي واجهت به المملكة المطالبين بالإصلاح، قائلا هل سمعت ذلك؟ الضجة من الحكومات الغربية للديمقراطية في السعودية؟ وصيحات غضب من البيت الأبيض و"10 داوننج ستريت" مقر رئاسة الحكومة البريطانية حول إطلاق النار الخميس الماضي لقمع الاحتجاجات يوم الجمعة التي أطلق عليها جمعة الغضب، ووصول القوات السعودية إلى البحرين أمس الاثنين؟ ويجيب لا لم نسمع ثم يتساءل ولم لا.

ولا ينتظر إجابة على سؤاله الاستنكاري، بل يعدد أسباب الرضا الغربي عن الحكم السعودي، ويقول إن قادتنا أكثر تساهلا مع استبداد السعودية عكس القذافي، وذلك يرجع إلى تضاعف صفقات السلاح البريطانية مع المملكة أربعة أضعاف منذ عام 2003، حتى أن الحكومة البريطانية السابقة قامت بتعطيل عمل مكتب التحقيق في قضايا الفساد بشأن عمولات صفقة اليمامة لإرضاء الحكومة السعودية.

ويواصل الكاتب:" إنه رغم أن مبيعات الأسلحة بلا شك تلعب دورا كبيرا في الصمت الغربي على الاستبداد السعودي، إلا أن هناك عاملا آخر حتمي وقوى، وهو ما ألمح إليه بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي قبل أيام عندما حذر من أن أي اضطرابات في السعودية قد تدفع أسعار النفط إلى الارتفاع فوق 200 دولار للبرميل.

ويخلص الكاتب إلى أن "الاعتماد على النفط يعني الاعتماد على السعودية والاعتماد على السعودية يعني دعم نظامها المستبد، ويشير الكاتب إلى مقولة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عيدالعزيز العام

الماضي عندما قال نحن الدولة الوحيدة القادرة على رفع إنتاج النفط الخام إذا ما وقع عجز في مكان آخر، أو إذا كان الطلب يفوق العرض.

وأوضح أنه نتيجة لذلك، فإن الاضطرابات السياسية في السعودية تعني تهديدا لاستقرار الحكومات الغربية، لأنه من غير المرجح أن تنجو الحكومات الديمقراطيات من الاضطرابات الاقتصادية الذي وصل سعر برميل النفط لـ 200 دولار، فإذا ما سمعنا أن ديفيد كاميرون يدعو لقلب نظام الحكمة في السعودية، فكأنما نسمع دعوة من الملك عبد الله للإطاحة بمجلس اللوردات.

ويحاول الكاتب التشكيك في قدرة السعودية على حفظ الأمن النفطي بالقول إن بعض وثائق "ويكيليكس" أظهرت تشكك الأمريكيين في قدرة المملكة على الحفاظ على زيادة الإنتاج، واقترحت إحدى الوثائق زيادة الاحتياطي الأمريكي من النفط.

ويتحدث الكاتب عن أن حصص الإنتاج المخصصة للدول الأعضاء في أوبك هي جزء من حجم الاحتياطيات المعلنة، فجميع أعضاء المنظمة يسعون للمبالغة في تقديراتهم النفطية، والسعودية تتشارك مع باقي الدول في هذا، فحقيقة احتياطي المملكة من النفط سر من أسرار الدولة.

وتساؤل آخر طرحته الوثيقة بشأن قدرة السعودية على الحفاظ على الأسعار في السوق، فمن الواضح أنها يمكن أن تدفع الأسعار، ولكن علينا التساؤل عما إذا كان لم يعد لدينا القدرة على دفع الأسعار للهبوط لفترة طويلة".