رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وحشية القذافي تعيد بعث "السنوسية"

رأى البعض في عودة علم "ليبيا السنوسية" ليتصدر المظاهرات المناهضة لنظام العقيد معمر القذافي، إشارة إلى حنين الليبيين

إلى مرحلة ما قبل ثورة الفاتح من سبتمبر 1968، بعد ما قاسوه تحت حكم القذافي لنحو 43 عاما.

 

حكم السنوسيين رغم هذا الحنين لم يكن هادئا أو مستقرا، حيث عانت ليبيا خلاله أزمات متعددة، سواء بسبب الاستعمار البريطاني، أو حتى فيما يتعلق بوحدة أقاليم البلاد "برقة وطرابلس وفزان"، وهو الوتر الذي لعب عليه القذافي ونجله سيف الإسلام في خطابه الأخير.

ولم تكن السنوسية، مجرد حركة صوفية أسسها محمد علي السنوسي، بل كانت حركة سياسية لها جذورها في الشمال الأفريقي، ومن مآثرها تبنّيها للمقاومة ضد الغزاة الإيطاليين بقيادة القائد التاريخي عمر المختار.

أمّا محمد إدريس السنوسي، الذي عاش في المنفى المصري بعدما كان حاكماً لمنطقة اجدابيا في العشرينيات من القرن الماضي، فقد عاد إلى ليبيا بموافقة بريطانيا عام 1947، ليتسلّم إمارة برقة وينطلق منها لحكم ليبيا حتى عام 1969، تاريخ ثورة القذافي العسكرية.

وقبل تسلّمه الإمارة راهن الأمير السنوسي على الحلفاء، وأعلن فيما بعد انضمامه إليهم، وعقد اتفاقاً مع البريطانيين، ودخل إلى ليبيا بجيش أسّسه في المنفى "الجيش السنوسي" في 9 أغسطس 1940 متحالفاً مع البريطانيين لطرد الغزاة الإيطاليين، ولما انتهت الحرب بهزيمة إيطاليا، وخروجها من ليبيا، عاد السنوسي إلى ليبيا في 1944، وأصبحت ليبيا منذ ذلك التاريخ تحت حكم الإدارة البريطانيّة والفرنسية

واعترفت إيطاليا في عام 1946 باستقلال ليبيا وبحكم محمد إدريس السنوسي لها، ولم تكن إمارته كاملة السيادة بسبب وجود قوات انجليزية وفرنسية.

وأنشأ السنوسي المؤتمر الوطني البرقاوي العام في 1947، الذي رفض عودة الإدارة الإيطالية إلى برقة، لكن المؤتمر لم يهتم بأمر جمع المقاطعات الليبية في دولة متحدة مستقلة، بل عدّ هذا الأمر مرحلة ثانية. لكنّ الليبيين لم يقبلوا بقيام إمارة برقة، وطالبوا بالوحدة الليبية الكاملة،

وتأسست عدة أحزاب تطالب بذلك.

وبدأت هذه الأحزاب في الاتصال بالسنوسي وإقناعه برفض مبدأ التجزئة، والعمل على توحيد الجهد الليبي من أجل استقلال كل المقاطعات وصهرها في دولة متحدة تحت زعامته، وتمخّض ذلك عن الاعتراف بإمارة إدريس السنوسي على ليبيا بأكلمها، وطلب الانضمام إلى الجامعة العربية التي أنشئت عام 1945.

وأرسلت الأمم المتحدة مندوبها إلى ليبيا لاستطلاع الأمر، وأخذ رأي زعماء العشائر ممّن يتولى أمرهم، فاتجهت الآراء إلى قبول الأمير السنوسي حاكماً على ليبيا. وفي 24 يناير 1951، أعلن السنوسي، من شرفة قصر المنار في مدينة بنغازي، الاستقلال وميلاد المملكة الليبيّة، وأنّه اتخذ لنفسه لقب ملك المملكة الليبية المتحدة.

واتجه السنوسي، بعد ذلك إلى تقوية دولته، فأسّس أول جمعية وطنية تمثل جميع الولايات الليبية في 1950، وقد أخذت هذه الجمعية عدة قرارات في اتجاه قيام دولة ليبية دستورية، منها أن "تكون ليبيا دولة ديمقراطية اتحادية مستقلة ذات سيادة، على أن تكون ملكية دستورية. ووضعت المملكة دستورها، وأصدرته في 1951، متضمّناً 204 مواد دستورية، وانضمت ليبيا إلى جامعة الدول العربية سنة 1953، وإلى هيئة الأمم المتحدة سنة 1955.

وتناوبت على السلطة 11 حكومة خلال 18 عاماً، وكان آخرها حكومة ونيس القذافي، التي أسقطتها ثورة القذافي.