عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هاربون من جحيم بشار

بوابة الوفد الإلكترونية

فوق هضبة السلوم الشاهقة يقبع أكثر من 2000 سوري بينهم نساء وأطفال ينامون في العراء، يتخذون من الأرض سريراً ومن الحذاء وسادة والسماء التي ينتظرون منها الفرج غطاء.

كلهم هاربون من السفاح بشار، بعد أن رفضهم الليبيون، وتركتهم مصر في العراء يقتلهم البرد القارس فلا خيام ولا طعام إلا القليل مما يجود به أهالي السلوم.
هؤلاء السوريون يعيشون منذ أكثر من شهرين أمام منفذ السلوم في انتظار أن يسمح لهم بالعبور إلي ليبيا، وهم يواجهون ظروفاً طبيعية قاسية حرمتهم من أبسط ضروريات الحياة يحاصرهم البرد القارس والامطار التي تهطل بغزارة لتزيد من معاناتهم وعذابهم.
وفي ظل التجاهل المستمر لهذه الاسر السورية فإنهم يضطرون لتنظيم مظاهرات يومية يشاركهم فيها العشرات من شباب السلوم المتعاطفين معهم لعلهم يجدون من يسمعهم ويستجيب لهم ويسمح لهم بالعبور إلي ليبيا، وفي الغالب تنتهي هذه المظاهرات بتدخل القيادات الامنية، لتؤكد لهم أن الجانب الليبي هو الذي يرفض دخولهم وان مصر لا يوجد لديها مشكلة علي الاطلاق في رحيلهم، ومع استمرار الازمة واستمرار الوعود بحلها، لم تتحقق أي نتائج ملموسة حتي الآن، غير وعود جديدة بالتفاوض مع الجانب الليبي لم تعد تأتي بثمارها، بعد أن وصلت لطريق مسدود حين توقفت منذ شهرين، بالتزامن مع وصول 600 سوري علي مرحلتين إلي المنفذ.
«أرجوك أسمح لنا بالدخول إلي ليبيا» رسالة وجهها عاصم الحريري إلي مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مضيفاً: «نساؤنا وأطفالنا مشردون، والأموال التي معنا نفدت ولا أغطية تقينا برد الشتاء في هذه الصحراء».
ويطالب عاصم المسئولين في مصر بالضغط علي الجانب الليبي حتي يسمح لهم بالعبور كما سبق وحدث من قبل، مؤكداً أنهم معارضون للسفاح بشار الذي يقتل أهاليهم في سوريا، ومطالبا المسئولين في ليبيا بالفصل بين الشعب السوري

المؤيد للثورة الليبية، وبين نظام بشار الذي يعادي الثورة في ليبيا.
أما سامي جاد فقد توجه بالشكر لأهالي السلوم علي وقفتهم معه ومع بقية العالقين السوريين لاستضافة الاطفال والسناء وإمدادهم بالأكل والماء، ومطالبتهم المسئولين بالوقوف معنا، بينما يؤكد خيري شديد أنهم لن يستطيعوا العودة إلي سوريا مرة اخري الآن، مؤكداً أن جيش بشار سوف يقوم بقتلهم، وليس أمامهم غير العبور إلي ليبيا.
مافيا التهريب كعادتها لم ترحم هؤلاء العالقين السوريين، فاستغلوا احتياجهم إلي السفر ونصبوا عليهم ببيع عقود عمل وتأشيرات دخول مزورة لهم مقابل 2000 جنيه للفيزا الواحدة، كما حدث مع صبري سيد أحد السوريين علي الحدود المصرية الذي أكد أنه أثناء تخليص الاجراءات من المنفذ اكتشف الموظف أن العقود مزورة وأنهم تعرضوا لعملية نصب.
توتر الاجواء وانتشار السلاح في المنطقة انعكس علي السوريين خوفاً علي اطفالهم ونسائهم، فيقول أحد العالقين الذي رفض ذكر اسمه: لا يمر يوم دون أن يطلق فيها النار واحياناً ما يحدث تبادل لاطلاق النار بين طرفين، ونحن نعيش في العراء ومعرضون إلي أي طلقة طائشة قد تقضي علي أحد الاطفال، خاصة في ظل عدم وجود مستشفي مجهز في المنطقة يستطيع إسعاف المصاب.