عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ف.بوليسي: إسرائيل خائفة علي اتفاقية السلام


نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ملفا تضمن عددا من الدراسات استهدفت رصد أبعاد القلق الإسرائيلي من الثورات والقلاقل التي تجري في عدد من الدول العربية، وأشارت خلالها إلى أن أحد الدروس المستفادة من هذه التطورات هو ضرورة أن تنخرط إسرائيل في تحقيق السلام مع الشعوب العربية وليس الحكام على نحو ما هو قائم حاليا باعتبار ذلك الضمانة لقبول وضمان أمن إسرائيل.

وأشار دوف واكسمان الأستاذ في جامعة نيويورك في مقال له بعنوان "الفوبيا الإسرائيلية" إلى أن السقوط المدوي للرئيس المصري السابق حسني مبارك سلط الضوء على عدد من الحقائق بشأن الشرق الأوسط ،من بينها كراهية الشعوب العربية لحكامهم الديكتاتوريين، والقسوة والوحشية التي تتعامل بها الشرطة مع المواطنين و تبني الأنظمة العربية للبلطجية، والتلاعب العمدي خارجيا وداخليا بما يسمى بالتهديد الإسلامي، والرغبة العارمة لدى الجماهير إلى الديمقراطية، فضلا عن الطاقة الكبيرة والحيوية التي يتمتع بها شباب المنطقة.

كما كشفت الأحداث وبشكل صارخ عما يمكن وصفه بمأزق إسرائيل، والذي يعتبر في التحليل النهائي نتاج التصورات الإسرائيلية لوضع تل أبيب في المنطقة. وذهب الكاتب إلى أن هذا المأزق لا يتمثل حسبما تتصور إسرائيل وبعض الأمريكيين المؤيدين لها في إمكانية وصول الإسلاميين إلى الحكم تقودهم إيران، وإنما يتمثل في أن الأصدقاء الأساسيين الذين تعتمد عليهم إسرائيل في المنطقة هم الحكام المستبدون والذي يسود الرفض الشعبي لمواقفهم تجاه إسرائيل. وعلى ذلك قد تبدو إسرائيل خصما للديمقراطية في المنطقة باستثناء عندما تكون الديمقراطية وسيلة لمواجهة أعدائها على نحو ما هو عليه الحال بالنسبة لإيران.

فبينما كان المصريون يعيشون حالة من النشوة بانتصار الثورة، وبينما كانت الجماهير العربية تبدي الفرحة بالسقوط المفاجئ لمبارك. فإن الإسرائيليين كانوا يبدون حالة من القلق والخوف مما يجري في مصر. من الطبيعي أنهم كانوا يرون الموقف من منظور مصالحهم الخاصة. وبناء على ذلك اعتقد الكثير منهم أن الثورة المصرية خبر سيىء بالنسبة لهم من المنظور الإسرائيلي، فإذا كان مبارك يعتبر ديكتاتورا يفتقد الشعبية، ونظامه بالغ القسوة والفساد، إلا أنه يتمتع بميزة أنه يمكن الوثوق به للحفاظ على السلام مع إسرائيل والإبقاء على الإسلاميين خارج المشهد السياسي. ومهما كان من يأتي بعده أو الظروف التي ستعيشها مصر فإنه ربما لا يوجد من يُعتمد عليه بذات الوضع.

يقول الكاتب "إن الإسرائيليين يخشون مرحلة ما بعد مبارك، فهم يخشون أن يصل الإخوان إلى السلطة، ويخشون أن تصبح مصر على شاكلة إيران بعد ثورتها، ويخشون من تقويض معاهدة السلام التي أبرموها مع مصر منذ 1979. كما أنهم يخشون اتساع نطاق عدم الاستقرار الإقليمي، خاصة في

الأردن. وهم يخشون أن يقوى وضع حماس في غزة والضفة ، على نحو ربما يسمح للحركة بأن تسيطر على الضفة. كما أن الإسرائيليين يخشون أن يجدوا أنفسهم محاطين بأنظمة معادية بالشكل الذي كانوا عليه إلى أن كسرت مصر الإجماع العربي وأقامت سلاما منفردا مع إسرائيل. ورغم أنه ظل على الدوام سلاما باردا فإن تأثيره الاستراتيجي والنفسي على إسرائيل كان كبيرا. فقد استطاعت تل أبيب من خلال هذا الاتفاق كسر الطوق المفروض عليها والذي ظلت تعاني منه لعدة عقود. وأن يأتي الوقت الذي تجد فيه إسرائيل تعيش نفس الموقف، في ظل شعور بالتهديد من قبل إيران وحزب الله وحماس فإن تطورا كذلك يصبح بمثابة كابوس بالنسبة لتل أبيب. ويتساءل الكاتب ولكن هل هذا ما يمكن أن يحدث؟ وهل السيناريوهات الكئيبة التي يرددها قادة تل أبيب يمكن أن تصبح حقيقة؟

يجيب دوف واكسمان بأن الإجابة بالنفي فالمخاوف الإسرائيلية مبالغ فيها. وإن كان ذلك لا ينفي - حسب الكاتب - حق إسرائيل في أن تقلق مما يحدث في مصر في ضوء تغير الأمور ضدها ،وخاصة على صعيد تنامي قوة حزب الله وحماس. ويخلص الكاتب إلى أنه سواء تحقق التحول الديمقراطي أما لا في مصر أو في غيرها من الدول العربية فإن الإسرائيليين لديهم قدر من القلق بشأن احتمالات عدم الاستقرار والمستقبل غير المواتي في المنطقة. ويضيف : إن عصر الاستبداد العربي وصل إلى نهايته وعصر الديمقراطية قد بدأ. وخلال هذا الأخير يجب على إسرائيل أن تصنع السلام مع شعوب الشرق الأوسط وليس فقط مع حكامهم المستبدين .. فمن خلال ذلك فقط يمكن للإسرائيليين أن يحققوا الأمن والقبول بهم، وهو الأمر الذي طالما سعوا إلى تحقيقه.