عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وصول سليمان للحكم "مصلحة إسرائيلية عليا"!


كشفت شهادات وإفادات مسئولين، وكتاب، وأكاديميين إسرائيليين، مدى العلاقة الاستراتيجية بين نائب الرئيس المصري، عمر سليمان مدير المخابرات السابق وإسرائيل، وأكدت أن وصوله لسدة الحكم يمثل مصلحة إسرائيلية عليا، مشيرة إلى أنه يعتبر جماعة الإخوان المسلمين، وحركة "حماس" أعداء استراتيجيين له، منوهة إلى دوره في حصار رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، "وعدم ذرفه دمعة واحدة خلال حرب غزة"، ومساعدته الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم "القاعدة".

بيد أن خبراء مصريين حذروا من هذه الشهادات الإسرائيلية، وقالوا إن تركيز وسائل الإعلام الإسرائيلية علي نشر كل ما يزرع الشقاق بين سليمان والإخوان الآن، ربما يأتي في سياق حملة إسرائيلية لدق إسفين بين سليمان والإخوان قبل وأثناء الحوار الوطني الذي يديره سليمان لأنه ليس من مصلحتهم مشاركة الإخوان في حوار مع السلطة, وربما مشاركتهم فيها.

حيث نقل صالح النعامي، الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي في مقال له، عن دان مريدور وزير الشئون الاستخبارية في الحكومة الإسرائيلية الذي كان يتحدث حول الأوضاع في مصر في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية في (30/ 1) قوله: "رغم التوقعات السوداوية التي تسود لدينا، فإن الأمل الوحيد الذي نتعلق به هو أن تؤول الأمور في النهاية إلى السيد عمر سليمان، إن تجربة العلاقة بيننا وبين هذا الرجل تجعلنا نؤمن أن العلاقات بيننا وبين مصر في عهده ستكون أكثر رسوخاً مما كانت عليه في عهد الرئيس مبارك".

ويوضح النعامي أن هذا التصريح ينضم إلى عدد كبير من التصريحات الرسمية الإسرائيلية التي تؤكد على أن تولي سليمان مقاليد الأمور في القاهرة يمثل "مصلحة إسرائيلية عليا".

واستعرض النعامي في مقاله بعنوان: "عمر سليمان.. وإسرائيل شهادات من العيار الثقيل"، بعض التحقيقات والمقالات الإسرائيلية الموثقة والتي تطرقت لخفايا العلاقة بين إسرائيل واللواء عمر سليمان.

ففي تحقيق موسع كتبه يوسي ميلمان معلق الشئون الاستخبارية في صحيفة "هاأرتس" بعنوان: "عمر سليمان.. الجنرال الذي لم يذرف دمعة خلال حملة الرصاص المصبوب"، قال إن سليمان يعتبر معروفا للعشرات من كبار العاملين في الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، بالإضافة إلى كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، وموظفين كبار في وزارة الدفاع، بالإضافة إلى رؤساء حكومات ووزراء وأنه منذ تولى مهام منصبه كرئيس لجهاز المخابرات عام 1993، يقيم اتصالات دائمة مع معظم قادة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، وضمنها: الموساد، والمخابرات الداخلية "الشاباك"، وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان".

وينقل ميلمان عن رئيس الموساد الأسبق شبطاي شفيت أن لقاءاته مع سليمان كانت أحياناً تتطرق لقضايا شخصية، حيث كان يتحدث له عن عائلته وأولاده الثلاثة وأحفاده.

يكره الإخوان.. ويستند الكاتب الإسرائيلي إلى شهادات كبار ضباط المخابرات والجيش والساسة في إسرائيل الذين التقوا عمر سليمان قولهم إن عيون إسرائيل تتجه الآن وفي المستقبل إلى هذا الجنرال، الذي يكره الجماعات الإسلامية بشكل كبير.

وينقل ميلمان عن معارف سليمان في إسرائيل قولهم إن الرجل كان شديد الكراهية لجماعة "الإخوان المسلمين" ويعتبر أنهم يشكلون التهديد الأبرز على مصر.وبحسب ميلمان فإن باحثين غربيين التقوا سليمان، ونقلوا عنه: "أنه يرى في حركة حماس مجرد ذراع لجماعة الإخوان المسلمين".

وينقل مليمان عن مارك بيري مدير "منتدى حل النزاعات"، وهو منتدى متخصص في حل تقريب وجهات النظر بين الغرب والحركات الإسلامية، قوله: "لقد التقيت عمر سليمان بعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي فازت فيها حركة حماس، على هامش محاضرة نظمت في أحد مراكز الأبحاث في العاصمة الأمريكية واشنطن، وسألته ما إذا كان فوز حركة حماس بالانتخابات يمكن أن تكون عنصر استقرار إيجابي في الحكومة الفلسطينية"، فكان رد سليمان قاطع وحاد: "لا بكل تأكيد، أنا أعرف هؤلاء الناس، إنهم الإخوان المسلمين، وهم لن يتغيروا، إنهم كذابون، واللغة الوحيدة التي يفهموها، هي القوة".

ويقول ميلمان إنه بالاستناد إلى معرفة الإسرائيليين بسليمان، فإنه يمكن القول إن سليمان لم يذرف دمعة واحدة على مئات الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة أواخر عام 2008.

وبحسب الكاتب الإسرائيلي فإن أحد قادة الاستخبارات الإسرائيليين أكد له أنه التقى سليمان عندما كانت الانتفاضة الثانية في بدايتها، وأن سليمان قام فجأة بسب الرئيس الراحل ياسر عرفات بأقذع الشتائم لأنه لم يستمع لنصائحه بالعمل على وقف الانتفاضة.

وأضاف هذا القائد أن سليمان انتقم من عرفات أشد الانتقام، مشيراً إلى أنه عندما شنت إسرائيل حملة "السور الواقي" عام 2002، اتصل عرفات بسليمان واستعطفه أن تتدخل مصر وتقوم بإجراء رمزي للتعبير عن رفضها السلوك الإسرائيلي، لكن سليمان تجاهل عرفات ورفض الرد على اتصالاته، وسمح بتوفر الظروف التي أدت إلى حصار عرفات و انهيار السلطة في ذلك الوقت.

وينقل ميلمان عن قادة الاستخبارات الإسرائيليين قولهم إنه بات في حكم المؤكد

أن عمر سليمان أسهم بشكل واضح في الحرب الأمريكية على تنظيم "القاعدة"، حيث قام بتزويد السي. آي. إيه بمحققين مصريين لاستجواب عناصر تنظيم "القاعدة"، وهو ما جعل المجتمع الاستخباري الأمريكي يشكر سليمان ويرى في الاستخبارات المصرية حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة، بشكل لا يقل عن "الموساد".

وأكد أن سليمان يعتبر أحد الأشخاص الذين أسهموا في التوصل لصفقة بيع الغاز المصري لإسرائيل، وهي الصفقة التي يعترض عليها ويرفضها المصريون، لأن مصر التزمت فيها ببيع الغاز بأسعار رمزية مقارنة مع سعر الغاز في السوق العالمي.

ويضيف ميلمان أن رئيس الموساد الأسبق شفتاي شفيت الصديق الشخصي لسليمان استغل علاقته به وطلب منه تسهيل التوصل لصفقة بين الحكومة المصرية وشركة إسرائيلية يملك شفيت نسبة كبيرة من أسهمها.

وينقل ميلمان عن أحد قادة الاستخبارات الإسرائيليين الذين التقوا سليمان بشكل خاص انطباعاتهم عن حرص سليمان على مظاهر الأبهة والفخامة التي يتسم بها مكتبه الخاص، أو عن سلوكه الذي يعكس نظرته لنفسه، حيث يشير هذا القائد إلى أنه كان يجلس مع سليمان في أحد فنادق القاهرة برفقة ضابط كبير في الاستخبارات المركزية الأمريكية السي آي إيه، وفجأة رفع سليمان إصبعيه بعلامة " V "، فإذا بأحد مساعديه يخرج من مكان ما ويضع بين أصبعيه سيجار .

وبحسب النعامي فإن وزير الداخلية الإسرائيلي الأسبق عوزي برعام يقدم في مقال نشره في صحيفة "إسرائيل اليوم" شهادة ذات دلالة حول محاولات عمر سليمان التودد للإسرائيليين عبر الحديث عن الدور الذي يقوم به النظام المصري في ضرب جماعة الإخوان المسلمين.

ويشير إلى أنه خلال زيارته للقاهرة بصفته وزيراً للداخلية عام 1995، التقى بعمر سليمان الذي وصف آنذاك بأنه "الذراع الأيمن" للرئيس مبارك، حيث تفاخر سليمان أمامه بنجاح النظام المصري في توجيه ضربات للإخوان المسلمين.

وقال إن سليمان ذكر أن الإخوان المسلمين أقوى بكثير مما هو متصور لدى العالم الخارجي. ونقل عنه قوله بالحرف الواحد: "نحن نقطع الليل بالنهار في حربنا ضدهم، من أجل وقف تعاظم قوتهم، وهذا أمر صعب، لأن المساجد تعمل في خدمتهم، وبعد ذلك تحدث بالتفصيل عن الطرق التي يتبعها النظام في محاربة الإخوان".

وحسب وزير الداخلية الأسبق عوزي برعام فقد بدا سليمان في أحد لقاءاته به غاضباً وحانقاً عندما تحدث عن وسائل التمويل التي يتمكن من خلالها "الإخوان" من إدارة شئونهم، حيث اتهم سليمان "الأسرة المالكة في السعودية بتمويل الإخوان". ونقل برعام عن سليمان قوله إن الأسرة المالكة في السعودية تحاول أن تكسب الجماعات الإسلامية من خلال دعم جماعة الإخوان المسلمين.

وتقول الدكتورة ميرا تسوريف، المحاضرة في مركز "ديان" بجامعة تل أبيب إن تولي عمر سليمان مقاليد الأمور بعد مبارك يمثل بالنسبة لإسرائيل "استمرارية مباركة"، مشيرة إلى أن طريقة حكم مصر عندها لن تتغير، بل تصبح فقط أكثر لينا ومرونة.

يذكر أن شركة "العال" الإسرائيلية للطيران، قد أعلنت عن مواصلة رحلاتها الجوية من تل أبيب إلى القاهرة كالمعتاد، على الرغم من الأوضاع المتوترة التي تشهدها مصر، بعدما ألغت شركة "سيناء" المصرية للطيران، ثلاث رحلات كانت مقررة الأسبوع الحالي إلى إسرائيل.