عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تونس أطارت النوم من الحكام العرب

نشرت جريدة "سوشياليست ووركر" البريطانية أمس تحليلا إخباريا حول أحداث تونس كتبه بسام شيط عالم الاجتماع اللبناني أشار فيه إلى أنه إذا كان لثورة تونس من دلالة فإنها تتمثل في أن لقمة العيش والرغبة في الحرية بعد طول تعرض للقمع يحركان الشارع العربي .

وأضاف أن ذلك يؤكد أن تغيير الأوضاع في المنطقة العربية لن يتحقق سوى من خلال الشارع على نحو جعل من الحكام العرب لا ينامون الليل.. وأشار شيط في تحليله إلى أن هذه هي المرة الأولى على مدار عقود التي يشهد فيها العالم العربي ثورة شعبية تطيح بحاكم ديكتاتور. وأوضح أن الثورة بدأت بمطالب تركزت على العمل والخبز والماء ولكنها سرعان ما تحولت إلى مطالب سياسية تتمحور حول الحرية، حيث كان شعار الانتفاضة الخبز، التعليم، والحرية.
وأوضح أنه على امتداد العالم العربي حرص المواطنون على إبداء تضامنهم ومساندتهم للثورة، وكان تعبير " إن شاء الله إحنا" هو الأكثر تكرارا فيما بين هؤلاء المواطنون. وأشار شيط إلى أنه في الجزائر خرج المواطنون في احتجاجات عدة أمام السفارة التونسية إبداء لمساندة إخوانهم في تونس، غير أن قوات الشرطة فرقتهم بالقوة.
كما وقعت احتجاجات كذلك في الأردن ولبنان ومصر حيث ردد المتظاهرون شعارات تساند الثورة في تونس ودعوا في الوقت ذاته إلى إسقاط كل الأنظمة العربية. وكان الموقف على العكس تماما فيما يتعلق بالحكام العرب الذين لزموا الصمت، في ذات الوقت الذي امتنعت فيه معظم الفضائيات والصحف في العالم العربي عن تقديم تغطية كافية لما حدث في تونس.
وأشار الكاتب في معرض الإشارة إلى مفارقة ما حدث في تونس، أنه فيما راح الرئيس السابق بن علي يندد بالمحتجين واصفا إياهم بالإرهابيين، فقد كان الرد سريعا في اليوم التالي حيث انضم مواطنون جدد إلى الانتفاضة
ضد حكمه.
وأشار بسام شيط إلى أن مجرى الأحداث على نحو ما جرت وبالسرعة التي تمت بها جعلت الحكام العرب في حالة ذهول وصدمة. وعزز ذلك تأثيرات الثورة السريعة في الدول العربية حيث وجدت فيها قوى المعارضة ما يعزز موقفها على نحو راحت معه تطالب بسرعة القيام بإصلاحات اجتماعية واقتصادية.
ورغم إشارة الكاتب إلى أن السيطرة على مقدرات الحكم في تونس لم يحسم بعد بين القوى المتنافسة، إلا أن النتيجة التي لا يمكن إنكارها هي أن الثورة التونسية تركت آثارا واسعة تتجاوز نطاق البلاد. وبالنسبة للكثيرين في العالم العربي، فإنها تكشف عن أن الأشياء التي قد تبدو مستحيلة يمكن أن تتحقق من خلال التحركات الجماهيرية، وأن التغيير يمكن أن يتحقق من خلال الحراك في الشارع، وليس من خلال المناقشات البيروقراطية التي لا طائل من ورائها في البرلمان.
كما أنها تكشف عن أن المعركة من أجل التغيير ما زالت تمثل الأمل بعد عقود من القمع والتعرض للطغيان. ويختتم الكاتب بالإشارة إلى أن الحكام العرب يعرفون أن الموقف الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط يتشابه في كثير من الجوانب مع تونس وهو ما يعتبر كفيلا بألا يجعلهم ينامون الليل.