رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القرضاوي للحكام العرب:يمهل ولا يهمل


طالب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي السعودية بالتطهر من الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وعدم حماية أو تأمين الطغاة الظالمين،، مستشهدا بقوله تعالى " وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء". وتابع في حديثه لبرنامج الشريعة والحياة، بثته قناة الجزيرة القطرية مساء اليوم الأحد: إن هناك أناس يسرقون الثورات من أصحابها، منبهًا الشعب التونسي بأن يكون في غاية اليقظة لهؤلاء.

ودعا د.القرضاوي، الرئيس التونسي المؤقت "فؤاد المبزع" بأن يبدأ عمله بالافراج عن سجناء الرأي والمعتقلين بغير محاكمة، و"إعطاء الحرية للجميع لان الحرية مقدمة عن تطبيق الشريعة".

وفيما حيا كفاح الشعب التونسي في إزالة "الطاغية" انتقد تسليم مقاليد السلطة لأتباع الرئيس المخلوع، مشددا على ضرورة كفالة حق العمل السياسي للجميع دون استثناء، إلا لطرف "تلطخت يده بدم الابرياء، لأنه يجب ان ينالوا عقابهم".

وطالب القرضاوي الدول العربية بالإقتداء بالشعب التونسي العظيم الذي استطاع أن يتخلص من طاغيته في زمن قياسي.

وقال القرضاوي: "إن الحاكم الذي يزعم قربه من الشعب وإحساسه بهم وهو يظلمهم لأكثر من 23 عاما ثم يأتي بعد ثورتهم عليه ورفضهم لاستبداده ويعتذر بقوله "انا فهمتكم" مستخفا بعقول أمته هو حاكم "غبي"، متعجبا كيف تترك هذه الحكام من الطواغيط شعوبهم ضياعا بسبب طمعهم فى المال والسلطان.

ووصف هذا النموذج من الحكام الطامعين في استمرار استبدادهم ونفوذهم بجهنم حينما يقول الله لها: " يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ"، مشبها حكام العرب من المستبدين بما يقوله الشعب المصري فى الأمثال "حاميها حراميها".

وبشر القرضاوي الحكام العرب بأن "الله يمهل ولا يهمل" مستدلا بقوله تعالى " وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ"، مشددا على ضرورة عمل المسلمين والعرب من أجل حريتهم اقتداءا بالشعب التونسي الذى قال انه "تخلص من طاغيته فى زمن قياسي ولم ييأس"، مؤكدا أن معظم الحكام العرب يسلمون ويخافون فى يومين إذا وجدوا إرادة شعبية صادقة، مبديا أسفه بأن الشعوب  العربية لا تستمر في دفاعها عن حقها لأكثر من يومين مما يضيع أجر الشهداء والضحايا هباءً.

وشدد على أن المسلمين ينبغي الا يكونوا مثل قوم فرعون الذين قال فيهم الله تعالى " فاستخف قومه فأطاعوه"، مؤكدا أن الشرع يسمح بالتظاهر والعصيان المدني في حالة تفشي ظلم الحاكم واستمر استبداده، لافتا إلى أن بعض الحكام من الطواغيط  يقمع حتى هذه التظاهرات السلمية ويأمر بتفريق المتظاهرين من خلال ضربهم بالرصاص الحي، رغم أن مهمة الأمن هي حماية الشعب والوقوف بجانبه ولو بعصيان الحاكم، طالما انه غير عادل، خاصة وانه لا يوجد قانون ينص على ضرب المتظاهرين بالرصاص فى الشوارع، بحد تعبيره.

وناشد القرضاوي العلماء المسلمين في كل مكان بجهاد الظلم من خلال كلمة الحق أمام الحكام الظالمين، منبها على أنهم إذا لم يستطيعوا جهادهم فلا يمتدحوهم بالباطل، قائلا إن الشيطان الأخرس أفضل من الشيطان الذى يتكلم بالباطل.

وهاجم  القرضاوي، أحد الدعاة السلفيين الذى أفتى بقتل الدكتور محمد البرادعي لمجرد انه أعلن عن ترشيحه فى انتخابات الرئاسة أمام الرئيس مبارك، كما أفتى بقتل القرضاوي ايضا، متسائلا "هل ينبغي أن يستمر مبارك في الحكم مدى الحياة حتى يخرج علينا هذا المخبول بفتوى قتل البرادعي لمجرد اعلان حقه فى منافسة الرئيس بانتخابات الرئاسة؟".

وانتقد ما يشيع عند فكر بعض الصوفية الذين يروجون لثقافة الركون الى الظالمين وسماهم بالمتصوفة المنحرفين، متعجبا لاستدلالهم بالقرآن على ركونهم هذا بقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ"، متسائلا: " كيف تهتدي وانت لا
تأمر بالمعروف ولا تنهي عن المنكر"، مؤكدا بطلان استدلالهم هذا وتحريف مراد الله.

ونبه على أن وسائل دفع الظلم عديدة منها باللسان والموعظة الحسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، موضحا أن بعض الناس من ينسحب من مقاومة الظلم ومنهم من يخرج على الظالمين بالسلاح، إلا أنه أوضح أن ذلك له شروطه حتى لا تصبح البلاد في فتنة ودماء، موضحا أن جهاد الظلم له معاييره وشروطه التي تبين مدى الحاجة للخروج على الحاكم الظالم بالسلاح.

وأعرب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي عن بالغ تهانيه للشعب التونسي بعد التخلص من الرئيس زين العابدين بن علي، مؤكدا أن التونسيين الأحرار ضربوا القدوة الحسنة للشعوب العربية والاسلامية بألا تيأس ولا تخاف من الطواغيط ، واصفا الحكام العرب من الطواغيط بأنهم أضعف من الذباب وأوهن من بيت العنكبوت الذى سرعان ما يتهاوى أمام ارادة الشعوب .

وحيا القرضاوي الشعب التونسي الذى ظهر على حقيقته بعد صموده، داعيا الله أن يغفر لشهداء هذه الثورة البيضاء التي قام بها الأحرار التونسيون وأن يسكنهم الله الفردوس الأعلى من الجنة، مدللا على قوله بكلام الله تعالى " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ".

وأوصاهم بأن يحافظوا على نصرهم وحريتهم ومكاسبهم التي حققوها بدماء الشهداء والأحرار، محذرا التونسيين ممن وصفهم بـ "لصوص الثورة" والذين يسرقون فرحة الشعب وثورته، قائلا للتونسيين: "أوصيكم بأن تحافظوا على حقوقكم التي استردها لكم شهداؤكم حتى لا ينعم الجبابرة بثورة الضحايا والشهداء خاصة وأن هناك متخصصون فى سرقة ثورة الشعوب من أصحابها وينسبون الفضل لأنفسهم وهم أقرب لزبانية جهنم"، مطالبا التونسيين بتيقظهم تجاه هذه الميليشيات وألا ينخدعوا لهم، كما طالب بالافراج عن كل سجناء الحرية في السجون والمعتقلات التونسية.

والتمس القرضاوي العذر لمحمد بو عزيزي الرشاب الذى أحرق نفسه بسبب البطالة وتسبب فى هذه الثورة البيضاء، داعيا الله أن يغفر له، خاصة وانه قد تعرض لضغط نفسي كبير بسبب الفقر والبطالة دفعه للانتحار، بحد قوله.

وأشار إلى قول أبي ذر الغفاري: "عجبت لمن لا يجد قوت يومه ولا يخرج على الناس شاهرا سيفه"، مطالبا المسلمين بأن يلتزموا بتعاليم دينهم وألا يلجأوا للانتحار، موضحا انتشار هذه الظاهرة بسبب تفاقم الظلم حتى تسبب فى أن يحرق الشباب أنفسهم لإسماع صوتهم، مؤكدا أن من يتحمل وزر هؤلاء الشباب المنتحرين هم "الحكام الظلمة والأنظمة الفاسدة" .

شاهد الفيديو