عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الصحف الغربية: استفتاء جنوب السودان يهدد أفريقيا


" الاستفتاء يهدد أفريقيا كلها ... مخاوف من تكرار سيناريو الانفصال في الكثير من البلدان التي تعاني مشاكل عرقية . نيجيريا تخشى ذات المصير ... تقرير مصير جنوب السودان رحلة عذاب أوباما".. هكذا رأت الصحف البريطانية والأمريكية استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان المزمع إجراؤه الأحد 9 -1 -2010.

وفي عددها الصادر اليوم السبت اهتمت صحيفة "الجارديان" البريطانية باستفتاء جنوب السودان وتداعياته على القارة السمراء بكاملها التي تعاني من الصراعات العرقية في الكثير من بلدانها، وتساءلت الصحيفة: إذا وصل الامر للسودان، لماذ لا يصل إلى نيجيريا او شمالي ساحل العاج، او ان تصبح الكونغو عدة بلدان متفرقة تحت اسماء متعددة للكونغو؟

وأوضحت الصحيفة في مقال بعنوان: "هل سيعني الاستفتاء في السودان بلقنة افريقيا"؟ إن الاستفتاء حول مصير جنوب السودان ستكون له انعكاسات على افريقيا برمتها، إذ لم تعد التقسيمات الحدودية التي وضعها الاستعمار مقدسة او خطا احمر، بل يخشى البعض أن يصل الامر إلى بلقنة القارة الافريقية برمتها.

ثم تستطرد الصحيفة قائلة: "إن الاستفتاء في السودان ستكون له تداعيات قطع لعبة الدومينو، وسيكون له تأثير على اجزاء اخرى من افريقيا، وخصوصا غربي القارة حيث تقسم الخطوط بين مسلمين ومسيحيين".

صحيفة "التايمز" البريطانية لم تكن بمنأى عن الحديث عن تقرير مصير جنوب السودان، حيث تذكر أن الاستعمار الاوروبي قسم افريقيا وفرقها بحدود قسرية لم تحترم الفوارق العرقية والثقافية والسياسية، وأنها حدود وضعتها بريطانيا ودول استعمارية اوروبية اخرى في مؤتمر برلين خلال عامي 1884 و 1885.

وتضيف الصحيفة: إن نتائج الاستفتاء في السودان ستكون له تأثيرات غير مسبوقة على واقع الحال القائم والتاريخي في الدول المجاورة لاكبر بلد في القارة من حيث المساحة، حتى الآن، وهي نيجيريا، التي تراقب استفتاء السودان عن قرب، وهو البلد الذي يعاني بين فترة واخرى من صراعات ومواجهات دموية بين مسلميه في الشمال ومسيحييه في الجنوب الغني بالنفط.

وتوضح الصحيفة أن الازمة السياسية الاخيرة في ساحل العاج اثارت مخاوف جديدة من تجدد الحرب الاهلية بين مسلمي الشمال ومسيحيي الجنوب، وأن التقسيم ربما يكون حلا مناسبا على المدى البعيد، إلا ان التقسيمات في ساحل العاج اكثر تعقيدا من مجرد انقسام

ديني، وهذا يسري على السودان ونيجيريا، حيث يوجد اكثر من 250 تجمعا عرقيا، وحيث تقوى الاختلافات القبلية والتراثية والثقافية وحتى اللغوية.

الصحف الأمريكية هي الأخرى ادلت بدلوها في موضوع تقرير انفصال الجنوب، حيث قالت صحيفة "واشنطن بوست" في عددها اليوم: إنه يأتى بعد جهود كبيرة من قبل الرئيس الأمريكى باراك أوباما "لمنع العنف"، على حد قولها.

وتوضح الصحيفة أن أوباما فى أحد أيام سبتمبر الماضى استدعى كبار المسئولين لبحث اتفاق السلام بين شمال السودان وجنوبه، والذى كان يواجه خطر الانهيار، الأمر الذى أثار قلق الرئيس.

وفى وقت سابق، كان مدير المخابرات الوطنية الأمريكية قد حذر من أن جنوب السودان محتمل أن يتعرض لعملية إبادة جماعية جديدة، وذكر أوباما مساعديه بأن مليونى شخص قد ماتوا فى الحرب الأهلية التى انتهت عام 2005.

يأتى ذلك فى الوقت الذى أصبح الجزء الأساسى من اتفاق السلام على وشك التنفيذ، وهو الاستفتاء الذى سينتهى على الأغلب بانفصال الجنوب. ومنذ الاجتماع الذى أجراه أوباما فى سبتمبر، قام أوباما بالكثير من الضغوط على الرئيس السودانى عمر البشير، وقادة العالم لإجراء الاستفتاء فى موعده المحدد، وقام كبار المسئولين بالإسراع فى التحضيرات له، وارتاحت الإدارة الأمريكية بعد أن قال الرئيس السودانى عمر البشير هذا الأسبوع إنه سيقبل بنتيجة الاستفتاء، معتبرة أن حل الأزمة السودانية كان بمثابة رحلة عذاب لأوباما الذى تعهد بتجنب أى أنواع من الإبادة الجماعية التى حدثت من قبل فى عهد سابقيه.