رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكومة ظل الوفد وتداول السلطة

 

لا يمكن وصف الخطوة التى اتخذها حزب الوفد بتشكيل حكومة ظل إلا أنها قنبلة أحدثت دويّا فى الشارع السياسى خاصة فى هذا التوقيت الحرج حيث تعقد الانتخابات البرلمانية فى الثامن والعشرين من نوفمبر القادم وأقول كباحث برلمانى:

1 - إن حكومة الظل مظهر من مظاهر النظم الديمقراطية العتيدة ولم يسبق لفصيل سياسى مصري فى حقبة ما بعد الثورة أن فكرفيها، والوفد بذلك يحقق سبقا والمثل واضح فى بريطانيا قلعة النظام البرلمانى.

2- المعنى السياسى لحكومة الظل أن الحزب يؤمن بتداول السلطة واحتمالية تكليفه بتشكيل الحكومة وبالتالى فإنه يهيئ نفسه لتشكيل الوزارة بتوفير الكوادر القادرة على إدارة الوزارات على المستوين السياسى والفنى.

3- لكى تكون هذه الخطوة جديّة لابد أن يملك الحزب مركزا أكاديميا للدراسات السياسية والاستراتيجية يتولى وضع السياسات طبقا لرؤية الحزب ويملك الكوادر اللازمة لإدارة مختلف التخصصات الوزارية من الناحيه الفنية على الأقل.

4- كذلك فإن الحزب يجب أن يبدأ على الفور نوعا من التربية السياسية الممنهجة لتوفير الكوادر القادرة على تحمل المسئولية ويتحرك جماهيريا لحشد الجماهير وراء برنامجه وإلا كان سعيه إلى السلطة مجرد حلم ليلة صيف، وأيضا الحركة المجتمعية للحزب يجب أن تتم من خلال إطار مؤسسات مجتمع مدنى ناشطة تتم فيها تربية سياسية على إدارة المؤسسات.

 

والسؤال الذى قد يسأله بعض الظرفاء  لماذا اختار الوفد هذا التوقيت الحرج لإعلان هذه المبادرة والإجابه باختصار :

ـ أن الوفد ربما حصل على وعد من النظام بعدم المعارضة الأمنية لمرشحيه، وبالتالى فهناك فرصة للحصول على عدد معتبر من المقاعد هذا مع النية المبيتة للنظام والتى اتضحت مظاهرها فى الملاحقة الشرسة لمرشحى الإخوان مما يدل أن الإخوان لن يمثلوا الكتلة الرئيسية للمعارضة فى البرلمان القادم، وبالتالى فإن الوفد يهيئ نفسه لقيادة المعارضة وإعلان حكومة الظل هو خطوة بالعرف السياسى تبشيرية .

 

ـ أن توقيت الإعلان هو خطوة إعلامية حصيفة بكل المقاييس وستجذب

البؤره الإعلامية لحزب الوفد وهذا توجه يتوافق مع كون  الرئيس الجديد للوفد السيد البدوى من أباطرة الإعلام الناجحين .

ـ أن الوفد فى عهد الرئيس الجديد يتحرك من منظور استراتيجى ومؤسسى ويتحرك فى اتجاه البناء السياسى الصحيح للحزب، تماما كما يتحرك فى إنجاز أى مشروع كبير ود\ السيد البدوى رجل أعمال ناجح ويمكن ان يكون هذا توجهه.

 

ـ أن رئيس الوفد يتحرك بهمة لإزالة كل الآثار السلبية التى ترتبت على قضية جريدة الدستور وهذا التوجه يكون إن صح توجها صحيحا يعكس جدية الحزب فى العهد الجديد، وليس عيبا أن يصحح الحزب المسار، فكل بنى آدم خطاء، والبدوى جاء من خلال انتخابات ديمقراطية جذبت كثيرا من الجماهير للانضمام للحزب وهو لا شك كرجل أعمال ناجح يريد أن يحافظ على هذا الزخم وهى حقيقة خطوة صحيحة.

والسؤال الآن اى هذه البدائل تنطبق على حزب الوفد والإجابة هذا ما ستثبته الأيام، ولعل الوفد يتحرك فى اتجاه إحياء مجد قديم لخصه الراحل العظيم نجيب محفوظ  وهو وفدى عريق ( لقد مات الشعب يوم ان مات الوفد )، فلعل الوفد يصحو من جديد ويعيد بناء قواعده الشعبية من جديد وهذا ما يتمناه كل مصرى مخلص.

دبلوم فى الدراسات البرلمانية

كلية الاقتصاد والعلوم السياسية

جامعة القاهرة

[email protected]