رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إستراتيجية البحث العلمى فى إسرائيل 1 ـ 3

الدارس للتجربة الإسرائيلية يلمح بوضوح عوامل رئيسية كانت وراء النهضة الاقتصادية في إسرائيل حتى نعي الدرس ولا نظل في غفلاتنا التي دفعتنا إليها الحكومات الفاسدة المتوالية التي كانت تتسلم رايات الفساد واحدة تلو أخرى

، وقلما نجد هناك من يسعى لنهضة مصر، وكان المتخصصون في كافة المجالات من علمائنا يؤثرون السلامة ويرحلون وهذا مما أسماه الباحثون"هجرات العقول" التماسا لمكان آمن لاستثمار قدراتهم، ويتلاشى البحث العلمي في بلادنا في كافة المجالات ، وندخل في دوامة الاعتمادية على غيرنا لنستورد كل شيئ حتى لقمة العيش والعوامل الثلاثة هي:

أولاً: الموارد البشرية التي اعتمدت أساسا علي موجات الهجرة.

ثانياً: هو الرساميل من الخارج.

ثالثاً: فهو السياسة العلمية وهي موضوع بحثنا والحقيقة أن عملية التطور الشامل في إسرائيل ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالتطور العلمي الذي أدي إلي تطور مجالات الحياة الأخرى، لأن العلم ولأسباب تاريخية وسياسية كان متقدماً عما عداه، بحيث أنه لعب دوراً فاعلاً في نجاح النموذج العصري للاقتصاد الإسرائيلي، ولولا هذا الدور لما استطاعت إسرائيل في هذه السنين القليلة في عمر الشعوب أن تصل إلي ما وصلت إليه، ولذلك فان تتبع السيرة العلمية للدولة العبرية أمر جدير بالدراسة وفيه كثير من الدروس المستفادة

استطاعت إسرائيل رغم ضعف مواردها وقلة عدد سكانها وضيق مساحتها والتهديدات الموجهة إلي أمنها القومي بحكم أنها كيان استيطاني أقيم علي أرض لا يملكها أن تخلق اقتصاداً عصرياً، وأن تتبني استراتيجية واضحة المعالم راسخة الأركان للبحث العلمي مستغلة كل الظروف المتاحة محلياً وإقليميا ودولياً في أن تقفز باقتصادها من اقتصاد يعتمد علي الاستيطان الزراعي إلي ما يسمي باقتصاد المعرفة، وهو تطور حرق كثيراً من المراحل والبحث يرمي إلي دراسة محاور هذه الاستراتيجية، وكيف استطاعت إسرائيل من خلالها أن تنفذ هذه التنمية الناجحة.

وأهمية الدراسة تنبع مع أن إسرائيل أقامت نموذجاً فاق كل الاقتصاديات العربية المحيطة بها، رغم تمتع المنطقة العربية بوفرة السكان والموارد، التجربة إذن جديرة بالدراسة بحكم أن إسرائيل كيان مغتصب وبرغم كل الحديث الممل عن السلام، فما زالت هي العدو الأول.

ومصر بتاريخها الطويل ما زالت تجربتها الاقتصادية تتعثر منذ عام 1952 إلي الآن، ولم يتحقق ما تتفق مع ثقلها السكاني والحضاري.

إن دراسة التجربة الإسرائيلية تفسح المجال لتقبل الدروس المستفادة منها خاصة مع توضيح معالم هذا التقدم وإبراز الانجازات التي تحققت بعد مشوارها الطويل والذي بدأ قبل أن تقوم الدولة

    أهداف البحث :

    إبراز عناصر إستراتيجية البحث العلمي في إسرائيل .
    دراسة مدي تأثير هذه العناصر علي مسار التقدم .

ج. إبراز الانجازات التي تحققت كنتيجة لهذه الإستراتيجية .

د. تقييم هذه الإستراتيجية وإبراز التحديات التي تواجهها إسرائيل في المرحلة القادمة .

ه. الدروس المستفادة في التجربة لنا في مصر .

عناصر إستراتيجية إسرائيل فى البحث العلمى

العلم و التكنولوجيا أولوية قومية

احتدم الصراع بين وجهتي نظر متباينتين بشأن طبيعة الموقف من العلم ومن التوجهات الأساسية للجامعة العبرية حينما طرح موضوع إنشاؤها علي قيادات الحركة الصهيونية فوجهة نظر " زئيف جاتوتسكي " زعيم الحركة التصحيحية والتي يمكن وصفها بالشعبوية كانت إنشاء جامعة مفتوحة كبيرة الأعداد لتعويض الطلاب اليهود عما لحقهم من تميز مورس ضدهم في شرق وغرب أوربا، بينما وجهة النظر الأخرى والتي يمثلها " حاييم وايزمان " الذي تبني النموذج الألماني مؤكداً علي الطابع النخبوي للجامعة وعلي ضرورة التركيز علي البحث العلمي الأكاديمي وعلي الدراسات العليا، وكان لانتصار أراء وايزمان العامل الحاسم في صياغة توجهات النظام الأكاديمي الإسرائيلي، واعتمدت توجهاته كاستراتيجية علمية موثقة، باعتباره عالماً كيمائياً مرموقاً وانطلاقاً من هذه الرؤية، فقد تم خلال الانتداب البريطاني إنشاء البنية العلمية التي نما منها العلم الإسرائيلي الحديث، فقد أقيمت الجامعة العبرية في القدس والتخنيون ( معهد العلوم التطبيقية ) في حيفا ومحطة الأبحاث الزراعية في رحوفوت، وكذلك معهد وايزمان، كذلك عينت الحكومة مجلساً للأبحاث العلمية والصناعية، كانت مهمته الأساسية ربط الطاقة العلمية بالجهد الحربي، وهذا المجلس استمر بعد الحرب وشكل نموذجاً أولياً للمعالجة الرسمية لقضايا العلم والتكنولوجيا .

كذلك تم إقامة المعهد الجيولوجي سنة1949م، ومختبر الفيزياء الإسرائيلي سنة 1950م، وتعيين لجنة الطاقة النووية سنة 1952م، وإقامة جامعة "بار آيلان"، وبناء أول حاسوب الكتروني ( كمبيوتر ) في إسرائيل في معهد وايزمان 1955م، وإقامة جامعة "تل أبيب" عام 1956 م ، وبتعيين مجلس التعليم العالي وإقامة معهد أبحاث النقب سنة 1958م، وإقامة جامعة "بن جوريون" في النقب سنة 1961م وإنشاء جامعة "حيفا"، وإنشاء مركز الأبحاث الصناعية وشركة أبحاث البحار سنة 1966م، ويمكن القول أن مرحلة بناء البنية المؤسسية للعلوم تركزت في الخمسينيات واستمرت حتى منتصف الستينات .

للحديث صلة