عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأمر أصبح خطيراً

خلق الله الإنسان وكرمه وأسبغ عليه الكثير من النعم دون بقية المخلوقات علي وجه الأرض، وأعظم مظاهر هذا التكريم هو أن جعله خليفته في الأرض وحمله أمانة الحفاظ عليها، كما أن من أجلِّ نعم الله علي الإنسان نعمة العقل، وما تطور البشرية ونشأة الحضارات الإنسانية وظهور العلوم وتعدد فروع المعرفة إلا نتاج عمل العقل البشري، وكان الأجدر بالإنسان أن يسخر هذا العقل للعمل علي المحافظة علي الأرض التي استأمنه الله تعالي عليها. ولكن يبدو أن الذي يحدث هو العكس تماماً، فكلما ازداد العقل البشري نشاطاً وتفتحاً ازداد عدوان الإنسان علي الأرض والبيئة وراح يعيث فيها فسادا ويدمر ما أنشأه الله في ربوعها.

فالعقل الإنساني اخترع الآلات والماكينات لتلبية احتياجاته الحياتية، ولكنه ترك دخانها وما ينتج عنها من غازات تتصاعد في السماء وتتغلغل في الفضاء لتثقبه وتعرض الأرض للأشعة الكونية الضارة، كما ترك النفايات تصرف في الأنهار والبحار وتقتل الأسماك والمخلوقات البحرية وتلوث مصادر مياه الشرب.

والعقل البشري اخترع البيوت والمنازل لتؤوي الناس بين جدرانها وتحت أسقفها، ولكنه في سبيل ذلك راح يذبح الأشجار ويزيل الخضرة والغابات والنباتات الطبيعية طلباً للأخشاب ولمساحات أكبر تتسع لبناء العمارات والأبراج السكنية وبذلك حرم الكرة الأرضية من مصادر الأوكسجين الذي تتيحه تلك النباتات.. والعقل البشري اخترع المبيدات للقضاء علي الآفات الزراعية والحشرات

المنزلية، ولكنه أسرف في استعمالها حتي أصبح الناس يأكلون الخضراوات والفواكه ويشربون الألبان والمياه ملوثة بالسموم.

والعقل البشري اخترع السيارات والطائرات وسائر وسائل المواصلات لتريح الإنسان في تنقلاته وتوفر عليه مشاق السفر بين أرجاء المعمورة، ولكنه تسبب في إيجاد الضوضاء وعوادم السيارات التي تلوث جو المدن والقري وتفسد أعصاب الناس.

وبالطبع فإن أكثر المتضررين من هذا التلوث البيئي كانوا هم سكان العالم الثالث الفقير الذين تنهب الدول الصناعية الفنية ثرواتهم الطبيعية وتردها إليهم في شكل نفايات وسموم لا يملكون من القدرة التكنولوجية ولا المادية للتخلص منها.

ولكن الأمر أصبح الآن خطراً يهدد سكان الأرض جميعا الأغنياء والفقرء علي حد سواء، وإذا لم ينتبه الإنسان لذلك وإذا فشل في حمل الأمانة التي شرفه بها الله سبحانه وتعالي بها وإذا استمر في العدوان علي البيئة التي منها نشأ وعليها يعيش فإن ذلك سوف يعني النهاية.