آدمية الإنسان في مصر
نعود مرة أخري للحديث عن التليفزيون وتأثيره علي المجتمع وأفراده، حيث تتوالي الإحصائيات عن معدل الجريمة في المجتمعات المختلفة، فتقول إحصائية من أمريكا أكثر المجتمعات تمتعا بالحرية والتحرر، في دراسة أعدتها وزارة العدل الأمريكية: إن معدلات الجريمة في تزايد مستمر. وتشير الدراسة الي ان حوادث الاغتصاب أو محاولة الاغتصاب قفزت مؤشراتها بصورة هائلة، إذ زادت نسبته إلي 59٪ في السنتين الأخيرتين. وبالطبع فإن هذا مرتبط إلي حد كبير بإحصائيات أخري، تقول إن الطفل الأمريكي، يتعرض لآلاف الساعات من المشاهدة التليفزيونية المليئة بالعنف والجنس، فإذا كان لجهاز التليفزيون هذا التأثير الواضح والمعترف به في جميع المجتمعات، سواء المتحررة أو المحافظة، فلم لا يكون هناك محاولات للتحكم فيه؟ وهل يجئ الوقت الذي نري فيه منظمات أو مؤسسات علي غرار اليونسكو أو منظمة حقوق الإنسان أو الاتحاد العالمي للمرأة.. تولي هذا الموضوع اهتماما؟ خاصة ان تطور التكنولوجيا الحديثة يجعل البث التليفزيوني مشاعاً بين الدول المختلفة عن طريق الأقمار الصناعية والقنوات الفضائية.
وإذا كانت هذه المؤسسات تهتم بالنواحي والموضوعات الإنسانية والاجتماعية مثل التربية والتعليم ومشاكل المرأة والطفولة، وكل ما من شأنه تشويه »الإنسانية« وتهديد آدمية الفرد، وذلك