عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثورة التي نحتاجها

 

تحدثنا في المقال السابق عن فلسفة العملية التعليمية وقلنا إنه ينبغي ان نحدد المطلوب من نظام التعليم وما الأهداف التي ينبغي تحقيقها عن طريق اعداد وتربية الاجيال وما متطلبات المجتمع في المدي القريب ثم أضفنا ان العملية التعليمية لها حدان - المعلم والتعليم - ومن الطبيعي أن يكون إصلاح المعلم هو أحد الركائز التي تقوم عليها أي نهضة تعليمية ونضيف انه قد جاء وقت كان لا يلتحق بكليات التربية ومعاهد المعلمين إلا ذوو المجموع الضعيف كما كان يسمح للراسبين في السنوات النهائية بهذه الكليات بالتدريس سدادا للنقص في اعداد المعلمين كما كانت هناك نظرة خاصة لمعلمي المرحلة الابتدائية ادت الي تدني نوعية المقبلين علي هذا العمل سواء من الناحية العلمية او الشخصية ولكن هناك بادرة من أمل في تغيير هذه الأوضاع، فقد لوحظ في السنتين او الثلاث الاخيرة ان كليات التربية أصبحت تحتل القمة في نتائج القبول بالجامعات كما ظهر في التنسيق.

 

كما أن هناك الكثير من الخطط لتحسين أوضاع معلمي المرحلة الابتدائية والارتفاع بمستواهم ولا يفوتني ان اذكر هنا ان بعض مدارس اللغات تعرف قدر وأهمية هذه المرحلة في بناء شخصية الأطفال فيوكلون مهمة التدريس فيها الي اساتذة حاصلين علي درجة الماجستير بل والدكتوراه.

ومن البديهيات ان ينظر في أمر الأحوال المادية للمعلم حتي نوفر له الراحة الجسدية والنفسية لكي يتمكن من اداء مهمته برضاء وثقة ولا يقع فريسة لضغوط الحياة التي تضطره إلي الانحراف برسالته ليصبح "تاجر شاطر" وليس رسولاً.

فإذا انتقلنا الي "المتعلم" فان اول ما يقال هو أن نوعية الاطفال تختلف من جيل الي اخر

خصوصا في هذه الفترة التي تتطور فيها الامور وتتغير بصورة مذهلة وتترك آثارا واضحة علي شخصية الأفراد خاصة الصغار.

فما كان يعلم ويدرس للأجيال السابقة قد يبدو غير مناسب للأجيال الحالية والأجيال القادمة وعلينا ان ندرس التكوين النفسي لهذه البراعم ونرويها بالقدر المناسب من العلم وفي نفس الوقت يجب ان ندرك ان التغيرات التكنولوجية التي تحيط بنا تجعل عقول الاطفال تتفتح بسرعة وادراكهم يتطور فلا نستهين بهم ونلقنهم التافه وغير المنطقي من المعلومات.

أما العنصر المادي فهو في حاجة شديدة للمراجعة، فالكتب والمناهج والوسائل القديمة اصبحت غير مناسبة وظهرت علي الساحة مستحدثات تجعل من الضروري غربلة كل ما هو موجود الآن.

ومن ناحية اخري فان الابنية المستخدمة الآن كدور للتعليم في حاجة هي الأخري الي ثورة شاملة والكثير جداً منها يفتقد الي أفنية واسعة ناهيك عن الأثاث المكسر والنوافذ التي بدون زجاج والمعامل الخالية من الأدوات.

إننا في حاجة الي ثورة وتغيير شامل وقرارات جريئة لكن بدون تسارع وبكل تؤدة وروية حتي لا نضطر الي هدم ما يبني اليوم مع مجيء الغد.