رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إلى أين يتجه الشباب؟!

المعروف أن سوق العمل فى مصر أصبح يعانى من الكساد وأن البطالة تنتشر بين الشباب، فبعد قضاء سنوات وسنوات فى الدراسة يتخرج الشاب ليجد نفسه فى الشارع بلا عمل أو وظيفة ويضطر إلى أن يعيش عالة على أسرته، بما يسبب للكثيرين الشعور بالإحباط ويدفعهم إلى الانحراف والجريمة والتطرف،

حتى الوظائف الموجودة على قلتها أصبحت محجوزة لأبناء كبار القوم، ومن له واسطة أو على رأى المثل «اللى له ضهر».
لذلك اتجه الشاب المصرى إلى البحث عن عمل ـ أى عمل ـ خارج الوطن وأخذ يبحث عن لقمة العيش فى البلاد العربية والأفريقية وأحياناً البلاد الأوروبية وأصبح أقصى ما يتمناه أى شاب أو خريج هو الحصول على عمل يوفر له بعض المال اللازم لشراء «أربعة جدران» تجعله أهلاً لأن يفكر فى الزواج وتكوين أسرة، ويعلم الله كما يعانى أولادنا فى سبيل ذلك، فالغربة والبعد عن الأهل والوطن والتعرض للمعاملة الجافة أحياناً كلها أشياء يدفع ثمنها المصرى خارج بلده، ولكنهم يصرون ويصمدون ويتحملون، فالصبر والصمود وقوة التحمل أشياء يتميز بها المصريون فى الداخل والخارج.
ولكن يبدو أن النحس وسوء الحظ أصبحا يلازمان هؤلاء الشباب فكل أزمة أو مشكلة تقع فى أى بلد، حيث يكونون تنعكس آثارها عليهم وتحطم آمالهم وأحلامهم، فالذين ذهبوا إلى الكويت اضطروا إلى ترك أموالهم وممتلكاتهم وفروا هرباً من جحيم المعاملة السيئة دون مبرر.
والذين ذهبوا إلى العراق عادوا فى

نعوش أو اختفوا وانقطعت أخبارهم عن ذويهم، والذين ذهبوا إلى ليبيا قاسوا الأمرين من تعنت السلطات الليبية فى إعطائهم مستحقاتهم، وفى الصومال طاردتهم الحرب الأهلية والمجاعات، وفى السودان استولت الحكومة السودانية على مساكنهم، ولا تستطيع الحكومة المصرية مد يد العون إليهم، ولا ننسى بالطبع ما تعرض له هؤلاء الذين من الله عليهم ببعض الأموال، ولكنهم خسروها فى مآسى حكايات الريان والسعد والشريف المعروفة.
وإذا كان المثل يقول «شر البلية ما يضحك» فإننا نجد أنفسنا نضحك بصوت عال من القانون الذى أصدرته الحكومة، الذى يمكنها من أن تجنى ضرائب من أبنائها العاملين بالخارج، لك الله يا شباب مصر.. إذا بقيت فى بلدك لسعتك النيران وإذا خرجت منها تبعتك ألسنتها.. فأين المفر؟ وإلى متى اتباع سياسة «ذبح الدجاجة التى تبيض ذهباً»؟ كفوا أيديكم عن لقمة العيش المرة التى يضطر إليها أبناؤنا فى الخارج ولا تقاسموهم فيها، فيكفيهم ما فيها من مرارة.