رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خمسون عاما مضت

الكمال لله وحده.. أي أنه ليس هناك إنسان معصوم من الخطأ وهذا ينطبق ايضاً على الحكام والمسئولين، فهم بشر عرضة للأخطاء فإذا سلمنا بذلك واعترفنا بأنه هناك أخطاء ترتكب، سواء بقصد أو دون قصد، فإنه يلزم أن يكون هناك من يكشف هذه الأخطاء وينقدها حتى يمكن إصلاحها وتجنبها في المستقبل، وكلما كان الإنسان المخطئ على درجة من سعة الصدر ورحابة الأفق والثقة بالنفس، زاد استعداده لتقبل النقد والتصرف بطريقة سليمة للرد عليه.

وأعتقد أنه في النظم الديمقراطية فإن الذي تقع عليه مسئولية الكشف عن الأخطاء وتوجيه النقد الى مرتكبيها هي المعارضة، فالمعارضة حين تقول إن الحكومة أخطأت في كذا وكذا أو أنها أهملت في هذا الأمر أو ذاك، فإنها بذلك تبغي المصلحة العامة، «فالكل ركاب زورق واحد، إذا غرق غرقوا وإذا سار نجوا ووصلوا الى شط الأمان»، ولكن الذي يحدث في مصر شىء مخالف تماماً، فما ان تفتح المعارضة فمها حتى تهيج الحكومة وتعتريها نوبات الصراخ والتشنج، وتبدأ الاتهامات بأن المعارضة تبغي قلب نظام الحكم أو التسلل الى السلطة أو القفز الى مقاعد الوزارة، والغريب أن كبار المسئولين أنفسهم لا يلبثوا أن يعترفوا بكل ما تثيره المعارضة من انتقادات، فمثلاً في مسألة الزلزال قالت المعارضة: إن هناك تراخياً من جانب الحكومة في عمليات إزالة آثار تلك الكارثة، وأن هناك تقصيراً في بعض النواحي وسلبيات في نواح اخرى وهناك ايضاً تسيب في بعض الإدارات وهنا تطايرت الاتهامات والشتائم ضد من أثاروا تلك الأمور وترددت العبارات غير المهذبة مثل «الكلاب تعوي» و«الأساليب القذرة» و... و... ولكن المدهش أن يأتي بعد ذلك المسئولون وكبيرهم ليقروا ويعترفوا بذلك بحجة عدم وجود إمكانات وأننا لسنا «أمريكا» وأن مستوى الأداء لم يكن 100٪ وإن هناك أشخاصاً منحرفين وأن وأن..
فلماذا إذن العصبية المفتعلة، ولماذا هذا النفور والحساسية تجاه المعارضة؟ وكلمة في أذن الحكومة.. أن الأوضاع السائدة في مصر في الوقت الحالي قد بلغت من الانهيار والتعقيد حداً لا يجعل أي مجنون يسعى الى مقاعد الحكم وأنه إذا كانت هناك نية من المعارضة لعقاب الحكومة فإن أقسى عقاب هو أن تتركها، تتحمل وزر أعمالها وألا تتيح لها فرصة الهروب من الساحة.
وكلمة اخيرة نقولها: إن المعارضة أجهدت نفسها طوال ما يقرب من عقدين أو أكثر من المطالبة بالإصلاح السياسي دون جدوى، ويبدو والله أعلم أنه لا فائدة من اجراء أي تغيير يطلبه الشعب ما لم يأت الفرج من عند الله، لأننا أصبحنا نؤمن بأن النظام بتركيبته الحالية يسيطر عليه الفكر العسكري الذي يريد أن كل شىء تمام، وأن الديمقراطية في مفهوم النظام عبارة عن أخذ رأي المحيطين عند اتخاذ أي قرار وكيف لا وأن المؤسسات من صنع النظام ولا يحترم رأيه، وقد تم اختيارها بواسطة القيادة السياسية دون أن يأتي بها الشعب عن طريق انتخابات نزيهة وسيظل الحال كما هو عليه وعلى المعارضة أن تفكر في وسيلة اخرى، لإزاحة هذه الغمة التي يعاني منها الشعب طوال الخمسين سنة الماضية، والله الموفق.