عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كأنها تعيش فى الوقت الضائع

إذا كانت هناك عبارة واحدة تلخص جوهر التحرك الثورى الذى تشهده بل تصنعه شعوب كثيرة فى عالم اليوم فإن هذه العبارة هى: (نحو مزيد من الليبرالية).

يصدق هذا على حركة الإصلاح الهائلة التى قادها جورباتشوف باقتدار فى الاتحاد السوفييتى مثلما يصدق على التحولات الدرامية فى بلدان أوروبا الشرقية كلها وهو يصدق على حركة كثير من شعوب العالم الثالث التى ناضلت ـ ومازالت تناضل ـ من أجل إسقاط الحكومات المستبدة التى تحكمها مثلما يصدق على الدعوات المتعاظمة نحو التعددية والديمقراطية فى وطننا العربى، وفضلاً عن ذلك فإن هذا الاتجاه تجسده وتدعمه الدعوة الكاسحة فى العالم كله لاحترام حقوق الإنسان على نحو غير مسبوق أخذت معه النظم الاستبدادية تجد نفسها ـ يوماً بعد يوم ـ تتراجع إلى مواقع الدفاع والمراوغة وتضطر للخضوع للضغوط الأدبية والمعنوية ضد ممارساتها الإنسانية وفى حين أخذت المجتمعات النامية تشهد مظاهر عديدة لصحوة المجتمع المدنى فيها، خاصة من خلال الأحزاب والتجمعات المدافعة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان فإن النظم السلطوية المستبدة ـ عسكرية كانت أو مدنية ـ تبدو اليوم وكأنها تعيش فقط فى الوقت الضائع لأن العصر لم يعد هوه العصر الذى ساد قبل عقدين

أو ثلاثة.
وبدون الدخول فى أى متاهات نظرية فإن الليبرالية ـ تعنى  سياسياً ـ الحكم الديمقراطى القائم على الانتخاب العام للسلطة التشريعية ـ ورقابة هذه الأخيرة على السلطة التنفيذية ـ واستقلالية السلطة القضائية وضمان حقوق الإنسان والتعبير السياسى للمواطنين وتداول السلطة بين القوى السياسية المتنافسة وفقاً لما يقرره الناخبون.
وتعنى الليبرالية اقتصادياً النظر إلى المبادرة الفردية باعتبارها القوة الدافعة للاقتصاد واعتبار أن ازدهار الاقتصاد مرهون بالحد الأدنى من التدخل الحكومى وتدعو إلى إعطاء كل الفرص للرأسماليين الذين يؤدى تنافسهم إلى مصلحة الاقتصاد ككل.
أما على الصعيد الثقافى فإن الليبرالية ترتبط بالعقلانية والعلمانية إذا كانت البشرية كلها تندفع أكثر نحو مزيد من الاعتراف بالقيم الليبرالية وإعلائها على ما عداها فإن السؤال الذى لابد أن يؤرقنا نحن: وما موقعنا فى هذا الخضم؟