عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"المخلوع باع لنا الترماي"

أخيرا أطل علينا الرئيس المخلوع حسني مبارك برسالة صوتية علي قناة العربية متحدثا كما لو كان مازال رئيسا للبلاد في مخاطبته التي اعتدناها ومللناها في عهده البائس. نفي في حديثه امتلاكه أو زوجته أو نجليه علاء وجمال أي أرصدة أو عقارات خارج البلاد مؤكدا نزاهته خلال فترة عمله العسكري والسياسي وإنه بدا كما لو كان متأكدا أن حكومات العالم لن ترسل ما يدينه بفساد مالي وأخيرا يتوعد من نال من سمعته وعائلته بأنه سوف يستخدم حقه القانوني ضدهم. حديث الرئيس المخلوع بهذه الطريقة في هذا التوقيت في اعتقادي هو محاولة إحداث الفتنة وإلحاق الحرج بالمجلس العسكري في هذا الظرف الدقيق خاصة وأنه من المفترض أنه مواطن متهم في قضايا فساد مالي وسياسي للبلاد خلال الثلاثين عاما الماضية.

وأعتقد ان هذه الرسالة الصوتية لها دلالات خطيرة  أراد الرئيس المخلوع أن يحقق من ورائها عدة نقاط أولها تعميق بوادر الوقيعة بين الشعب والجيش الذي يتولي حاليا أمور البلاد وهذه الوقيعة التي ظهرت ملامحها في مساء الجمعة الماضية في ميدان التحرير وما جري فيها من أحداث عنف وقتل أدت الي انقسامات بالفعل بين كثير من المواطنين والمؤسسة العسكرية وطرح تساؤلات عن كيفية خروج رئيس من المفترض أنه قيد الإقامة الجبرية بتسريب شريط صوتي لقناة دولة أخري. كما تفسر في طياتها نوايا الدولة صاحبة القناة وهي السعودية في تبرئة ساحة الرئيس المخلوع وهذا بالطبع سيؤدي إلي استياء الشعب المصري منها إذا ثبتت النية. النقطة الثانية وهي محاولة إحداث فتنة

بين الشعب نفسه حتي يتصور البسطاء منهم أنه حمل بريء وهذا أمر خطير -أيضا- والثالثة والأهم لنوايا الرئيس المخلوع وهي التأثير علي سير المحاكمات والتحقيقات التي اقتربت من استدعائه وعائلته. والرابعة ان هذه المسألة تنم  فحواها في هذا التوقيت علي دلائل لابد من تحليلها وهي أن الرئيس المخلوع أخذ وقتا كافيا استطاع خلالة ترتيب أوراقه وربما تشتيت أمواله في الخارج وغسلها عدة مرات  بمعاونة أصدقائه في العالم بحيث يصعب تعقبها ليظهر أخيرا ويقول عن "كذب" أنه لا يملك أصولا في الخارج وأخيرا فإن هذه الرسالة قد يكون لها انعكاسات سلبية علي الأداء الاقتصادي وتوقعات الاستقرار.

وهذا الوضع" مقلق وملتبس" ويتطلب إيضاحات وافية من المجلس العسكري عن وضع الإقامة الجبرية للرئيس المخلوع ويتطلب تشكيل لجنة عاجلة لإثبات إذا كان هناك تورط في بطء محاكمته أدت الي هذا الوضع حتي يظهر"المخلوع " أخيرا بعد أكثر من شهرين من التنحي ليخرج لنا مرة أخري لسانه بإيحاء أننا لن نسترد الأموال المنهوبة، وباع لنا الترماي.

[email protected]