عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشهداء وكلاب الداخلية

لماذا تأخرت هيكلة وزارة الداخلية لأكثر من عام بعد الثورة ولماذا لم يتم تطهيرها من العناصر التي استفادت في النظام السابق وارتبطت معه بعلاقات وروابط صعب الفكاك منها؟ وكيف تتم الهيكلة هل بيد الداخلية نفسها أم بأيد من خارجها وهل ستأتي بالتطهير فعلاً أم أنها هيكلة تشبه ما حدث في جهاز أمن الدولة

من تغيير اسمه فقط وظلت عناصره علي عهد مضي وهل سيكون التطوير بالسماح لضابط الشرطة بإطلاق لحيته كما هو الجدل الدائر حالياً؟ أسئلة كثيرة لابد من الوقوف عندها وتأملها ملياً إذا كانت هناك نية حقيقية للتطهير وليست أقوالاً للتصريحات الإعلامية واستهلاك وقت من عمر الوطن فكفانا ما ضاع من وقت، فقد أوشك الرصيد أن ينتهي والوطن أن يتداعى بين انقسامات وطوائف وجماعات وأحزاب وشيع ومذاهب وملل وبدت حالات الملل تعود من جديد ومشهد حالة العصيان المدني لبعض القوي ليس ببعيد وقد حدثت بين الرفض والقبول لطوائف المجتمع في ذكري مرور عام علي خلع رأس النظام وأخشي أن تتكرر هذه الدعوات إذا طال الأمر دون إحداث تغيير حقيقي علي الأرض أو دون إحداث التغيير الذي يطلبه المصريون في جميع مؤسسات الدولة بدءاً بوزارة الداخلية وحالة الملل السائدة حالياً بين المصريين لها ما يبررها من سياسات وواقع عملي علي الأرض، فإدارة المرحلة لا تتناسب مع إيقاع وحركة الشارع وما يموج به من تطلعات وأفكار فرغم مرور عام لا نسمع فيه عن صدور حكم واحد ضد من قامت ضدهم الثورة وأفسدوا مصر ونهبوا خيراتها وسفكوا دماء شبابها، بل هناك مخاوف بصدور أحكام بالبراءة لبعضهم وخلال الفترة الماضية جرت احداث عصيبة لا  تخلو في كل مرة من سقوط شهداء وفقد أعزاء لنا من خير الشباب ونفقد مع هذه الأحداث جزءا من رصيد الوطن سواء من اقتصاده أو نسيجه الاجتماعي،

ولا نعلم من السبب ونظل نبحث عن الطرف الثالث أواللهو الخفي وكأننا نبحث عن الوحش في الأساطير الاغريقية القديمة بدءا من أحداث ماسبيرو ومرورا بأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وأخيرا أحداث مذبحة بورسعيد ومحيط وزارة الداخلية وربما كانت الأحداث الدامية الأخيرة لمذبحة بورسعيد ووقوف رجال الداخلية المنوط بهم تأمين مباراة الأهلي والمصري ببورسعيد موقف المتفرج وربما المتواطئ لماحدث كان القشة التي قسمت صبر المصريين علي احتمال الاستمرار في إدارة المرحلة علي هذا النحو الي أن جاءت تصريحات الهيكلة للداخلية واستوقفتني أمور منها تزويد جهاز الشرطة بكلاب بوليسية ضمن مخصصات وزارة الداخلية بخطة العام الحالي والتي اعتمدها المجلس العسكري وبلغت قيمة شراء كلاب وخيول مبلغ 12 مليون جنيه وفكرت فيما حصل عليه أسر شهداء الثورة والجرحي من تعويضات التي تقل عما يخصص لكلاب الداخلية وتساءلت ماذا تفعل الداخلية بمزيد من الكلاب أو الخيول فكفي ما لديها.
أعتقد أنه يجب أن تكون الهيكلة في الجهاز الشرطي في هذه المرحلة علي أساس تغيير الفكر والمنهج والأسلوب واستبعاد الأشخاص الفاسدين الذين تركوا مواقعهم للبلطجية والذين تسببوا في قتل الشهداء والذين لا يستطيعون تحقيق الأمن بدون اللجوء الي الطوارئ أو الاستعانة بالبلطجية وكلاب الشرطة.
[email protected]