رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سيعود الوفد أقوى مما كان بإذن الله

خلال متابعتى لقمة «جامعة الدول العربية» وتعليقي عليها في أكثر من صحيفة تذكرت أن الوفد ورئيسه مصطفي النحاس هو صاحب فكرة الجامعة وهو الذى أنشأها وكان أول اجتماع في فندق هليوبوليس عام 1945 -وهو قصر الاتحادية الآن- وتذكرت ما قيل عن هذه الجامعة التي سبقت إنشاء هيئة الأمم المتحدة.. قالوا هكذا جمع مصطفي النحاس كل الدول العربية تحت سقف واحد قبل أن تجتمع دول العالم تحت راية هيئة الأمم المتحدة.. بل سبق مصطفي النحاس معاهدة الصلح التي وقعها قادة الحلفاء تشرشل وروزفلت وستالين في فندق ميناهاوس بالقاهرة.

وتتداعى الأفكار والذكريات.. حينما شذ عن اجتماع الدول العربية إمام اليمن الذي ظن أنها (لعبة إنجليزية!! فطلب منه مصطفي النحاس أن يحضر (عضواً مستمعاً) لا (عضواً مشاركاً).. فقبل الإمام وحضر.. وبعد أن استمع الإمام أن سبب إنشاء جامعة الدول العربية هو مقاومة (وعد بلفور) بإنشاء وطن لليهود في فلسطين وقف الإمام فجأة وصاح بأنه عضو مشارك ومستعد لأية تضحية وجهاد.
سرحت وأنا أكتب أكثر من عمود فى صحف مختلفة.. هذا هو «الوفد».. هذا هو الحزب الذي قاوم الإنجليز وقاوم الملك وقاوم الاستعمار في كل مكان وكل زمان.. هذا هو «الوفد» الذي أعلن الحياد الإيجابى بين الكتلتين الأعظم وتبعته بعض الدول.. هذا هو «الوفد» الاشتراكى أكثر من الاشتراكيين وأكثر من الشيوعيين أنفسهم.. صاحب مشروع القرش ومعونة الشتاء والقرض الحسن ومحاربة الحفاة.. لذا كان «الوفد» أقوى من كل الأحزاب مجتمعة مع الملك.. لذا كان «الوفد» إذا رشح حجراً لنجح أمام أي رئيس وزراء في الانتخابات.. لم تكن الأغلبية البرلمانية  والشعبية الطاغية من فراغ.. فهذا هو أيضاً مصطفي النحاس الذي وقع معاهدة 1936 لينهي كل مظاهر الحماية الإنجليزية وهو الذي وقف في البرلمان وصاح مقرراً إلغاءها وبدء المقاومة المسلحة ضد المحتل.
(...)
ظللت طوال الأسبوع الماضى أفكر وأسرح.. لماذا لا يعود «الوفد» الآن أقوى مما كان؟.. تعالوا نُسعد سعد زغلول ومصطفي النحاس وسراج الدين في قبورهم.. نقول لهم «الوفد» عاد في ظل الحرية التي بلا حدود التي تتمتع بها مصر الآن.. «الوفد» لن يظل مجرد حزب له جريدة وعدد من الأعضاء تتسع لهم بعض الأوراق.. «الوفد» عاد يمثل الأمة كلها والصحف الوطنية الخاصة كلها هي صحفه التى تؤيده.. كما كان زمان.
(...)
- قل لنا كيف؟
- أقول لكم كيف.. لم يعد برنامج الوفد محاربة الاستعمار أو الجلاء التام أو الموت الزؤام والحرية للشعب والمحافظة علي الدستور.. والحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة.. ولا .. ولا.
الآن مصر في عهد جديد تماماً يحتاج لبرامج حزبية وغير حزبية جديدة.
تعالوا نفكر.. «الوفد» دائماً هو

السباق وهو الأول وهو الأساس.. مصر الآن تحتاج للتنمية والبناء.. في نفس الوقت «الوفد» اشتراكى أكثر من الاشتراكيين بمبادئ عبدالحميد عبدالحق منذ الأربعينيات.. في نفس الوقت الحياد الإيجابى لم يعد بين الكتلتين أصبح حياداً إيجابياً بين كل دول وقارات العالم.. نحن دولة عربية مع كل العرب ودولة أفريقية مع كل دول أفريقيا.. ولا تمييز بين دول أوروبية عن دول أمريكية مثلاً أو آسيوية.. كلهم أخوة.. لا نعادى أحداً ولا تابعين لأحد.. دولة تقدس كل الأديان فهي مهبط كل الرسل.
ويجب أن يكون لـ«الوفد» (حكومة ظل) كما كنا طول عمرنا.. حكومة من خبراء فى كل المجالات علي أعلى مستوى تخطط للمستقبل وحينما ننال الأغلبية من الشعب تحت قبة البرلمان تظهر مشروعات مصر في أشد الحاجة لها.
(...)
ولابد من النزول إلى الشارع..
كان (الوفد) هو صاحب (معونة الشتاء) وكان القطار -كما قالها مصطفي النحاس كان القطار يقف في البلاد التي بها محطات والبلاد التي ليس بها محطات- وأصبح قولاً مشهوراً فيما بعد.. سرقت ثورة يوليو الفكرة وعملوا (قطار الرحمة)  في أول أيامها مستغلين شعبية محمد نجيب بدلاً من مصطفي النحاس وبعض الفنانين والفنانات.. تعالوا نسترد أفكارنا من سارقيها.
بل أكثر من هذا..
لماذا لا يفكر (الوفد) في إصلاح بلاش ملايين.. إصلاح نصف مليون فدان باشتراكات أعضائه وسواعد شبابه ومعونة أثريائه.. وتشغيل خريجي كليات الزراعة والطب البيطرى.. غزو للصحراء لتحويلها إلي أراض خضراء.. ليفيق هؤلاء الجالسون علي الكراسي في مباني وشقق عليها لافتات تقول (حزب كذا وحزب كذا)!! لا شكراً الدنيا تغيرت.. لا نريد أحزاباً نريد مفكرين وخبراء وذوى تجارب ناجحة.. يشاركون في دولة تريد أن تبنى نفسها بعد أسوأ ستين سنة مرت بها..
الكلام كثير.. فإلى الأسبوع القادم بإذن الله تعالى.