رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عزيزي محافظ الإسكندرية الجديد


عزيزي الدكتور هاني المسيري.. أريد أن أعرض عليكم موضوعاً قديما منذ أيام المرحوم الجوسقي المحافظ الأسبق.. إذا كنا نريد فعلا إشعار الناس بأننا في (الجمهورية الثالثة) وعهد جديد تماما.

كانت اليابان قد عرضت علينا إقامة كوبري علوي فوق الكورنيش أو فوق الساحل من قصر المنتزه إلي قصر رأس التين دون وجود أي عمود أو أي إشغال في أرض الكورنيش أو أرض الساحل.. تلك الكباري العلوية التي تربط بين الجزر المختلفة في جميع أنحاء العالم.. علي أن يكون الكورنيش مع هذا الكوبري العلوي كل مختص باتجاه واحد.. الكورنيش في اتجاه القادم من وسط البلد إلي حي المنتزه والكوبري بالعكس وعرضت اليابان مبدأ الـ BOT لمدة معينة بدلا من تقاضي تكاليف الكوبري.. يعني الكوبري العلوي لن يكلف الدولة أية أعباء مادية ويحل مشكلة زحام الكورنيش.

المشروع الثاني كان مد كورنيش الإسكندرية إلي أبي قير.. بحيث تصبح أبو قير مثل أي شاطئ آخر .. سيدي بشر مثلا أو جليم وبذلك تمتد الإسكندرية شرقا مسافات طويلة لتخفيف زحام الثغر.. وهذه الفكرة تولدت علي طريقة حي المعمورة فلم تكن هناك المعمورة قبل الثورة.. والذي حدث أن عبدالناصر وعبدالحكيم عامر في أول أيام الثورة (يوليو 1952) استأجرا شقتين في عمارة الأوقاف المشهورة في الشاطبي وكان عبدالناصر وعامر حريصين علي النزول في المساء المتأخر ليمشيا معا علي الكورنيش في حديث متصل.. ولكن بعد عام واحد تقرر بناء فيللتين بعيدتين تماما عن الإسكندرية.. بل بعيدتان عن قصر المنتزه أيضا وكان أمام الفيللتين أرض فضاء شاسعة بلا مبان ولا شاطئ.. وبالتدريج تم بناء فيللات ثم عمارات في هذه الأرض الفضاء التي تطل علي البحر مباشرة.. وهنا ظهرت المعمورة التي تقرر المحافظة علي رونقها وجمالها فأصبح الدخول فيها لغير سكانها بالتذاكر.
نفس الفكرة ظهرت ونبتت لمد الشواطئ إلي أبي قير.
طبعا المرحوم الجوسقي كان لا يريد عمل أي شيء.. وحكايتنا معه بخصوص بناء ناد جديد للاتحاد الذي تهدم خلال زلزال التسعينيات معروفة.. وضع الرجل الذي لا تجوز عليه سوي الرحمة - المشروعين  الرائعين .. الكوبري العلوي وامتداد إسكندرية حتي أبوقير - وضعهما في الدرج.. جاء بعدة سنوات

طويلة الأخ عبدالسلام محجوب الذي كان معنا باستمرار خلال مهرجان الإسكندرية السينمائي فذكرّته بالمشروعين فاتضح اختفاؤهما تماما.. لا وجود لهما في أية أدراج أو دفاتر أو أي ركن في المحافظة..
وفي مقابلة أخري شرحت له المشروعين أو الفكرتين.. فكان رد الأخ عبدالسلام محجوب أن توسيع الكورنيش إلي ما يقرب من ضعف عرضه خير من كوبري علوي شاهق لم يتعود عليه المصريون وحوادث مثل هذا الكوبري قاتلة ومأساة كبيرة.. أما مد الشاطئ إلي أبي قير فهذه الأرض الزراعية وبها ترعة قذرة مليئة بالضفادع.. فيارت!!!! ولكن هذه المنطقة كلها ملك هيئة الأوقاف ولا تتبع المحافظة..
وكان ردي علي سيادته بأن هيئة الأوقاف حكومة وليست ملكا خاصا.. هيئة الأوقاف مجرد إدارة تابعة لوزارة الأوقاف والوزارة خاضعة لمجلس الوزراء.. ولنا في التاريخ عبرة .. الأرض التي يقام عليها مسرح البالون وناديا الزمالك والترسانة وكل هذه المباني كانت ملكا لهيئة الأوقاف وكانت تزرعها «بطيخ».. واستولت عليها الحكومة لصالح البلد كلها!!!
ولكن شخصية (الجنتلمان) عبدالسلام محجوب الرجل الديبلوماسي الرقيق تمنعه من الدخول في مشاكل مع هيئات أخري.. فنام الموضوع الثاني.

وبعد
ما رأي المحافظ الجديد هاني المسيري.. إذا أراد أن يترك بصمة خالدة له في أهم ثغر علي البحر المتوسط.. حتي الآن لا يذكرون إسماعيل باشا صدقي إلا مقترنا بكورنيش الإسكندرية الذي ترك المهندس الإيطالي (وانتمارو) لبنائه رغم كل المعوقات والاعتراضات في البداية ثم اعترفوا بعبقرية الفكرة والعمل بعد انتهائه!!!