رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سياسة «الجنتلمان» ستضيعنا!!

هناك في الحروب منذ قديم الأزل ما يسمى «سياسة الجنتلمان».. ولكن ثبت فشلها وعدم جدواها منذ الحرب العالمية الثانية، كانت امريكا بقلبها وبعقلها وطبقاً لسياستها الديمقراطية مع الحلفاء انجلترا وفرنسا ضد ألمانيا وايطاليا.. فلم تتدخل امريكا في الحرب بصراحة ولكن اكتفت بالمساعدات الاجتماعية والمادية وأحياناً الأسلحة الحربية.. ولما استولى هتلر على أوروبا ورغم انكساره في روسيا على مشارف موسكو بسبب الجليد وكان لازال جيشه هو الأقوى.. لم تجد أمريكا بداً من التدخل العسكري السافر محطمة حكاية «الجنتلمان».. ونزل الجيش الامريكي بكل قواه في نورنبرج لينهي الحرب بأسرع ما يمكن ضد الظلم والطغيان.. لاتزال أمريكا وأوروبا تحتفل بذكرى هذا اليوم كل عام حتى يومنا هذا.
- لماذا أقول هذا الكلام الآن؟

- لأن سياسة «الجنتلمان» لم تعد تصلح في الحروب خاصة إذا كان العدو في وقاحة وسفالة وطمع الجماعات الارهابية.. لم تعد حكاية التمسك بالشرع والقانون تصلح مع هؤلاء الاشرار.. ومع ذلك السلطة مصرة على تطبيق القانون.. زي بعضه.. ربما ترى السلطة اننا كسبنا الرأي العام العالمي بذلك.. ومع ذلك.. هل نحن نطبق القانون؟
هل القانون يقول بعد محاكمة عادلة توافرت فيها كل ضمانات الدفاع.. وانتهت وسائل الطعن وأصبحت الاحكام نهائية.. القانون يقول ألا ننفذ هذه الأحكام؟.. أي منطق أو عقل أو شرع أو دين يقول إن القاتل يظل يتمتع «بضيافته» في السجون بمعاملة طيبة بل أكثر من طيبة والأيتام والارامل النار مشتعلة في قلوبهم طوال هذه المدة؟

قولوا لي رحمكم الله.. قولوا لي سبباً واحداً لعدم تنفيذ أحكام الاعدام التي صدرت منذ مدة طويلة.. ابناؤنا يقتلون ظلماً والقتلة يتمتعون بحياتهم رغم حكم المحكمة؟.. أي منطق أو عقل أو شرع أو دين يسمح بذلك.. ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب صدق الله العظيم.
لماذا لا يتم اعدام عشرات المتهمين الذين صدرت الأحكام ضدهم في ميدان التحرير أمام الأيتام والارامل كأقل عزاء وشفاء لما في الصدور.
هل معقول هذا المجرم الذي قتل أكثر من عشرين مجنداً في زهرة شبابهم بأبشع

طريقة بعد أن تم قيدهم ورقودهم على وجوههم على الارض ويمشي هذا المجرم فوق أجسادهم ويضرب بحذائه رؤوسهم ويتركهم فترة عذاب قبل أن يقتلهم.. هل معقول أن هذا المجرم لازال بعد كل هذه الشهور يتمتع بحياته ومعاملة طيبة للغاية.. وقلوب الأيتام والارامل تزداد اشتعالاً ونارا؟؟ أي منطق أو عقل أو شرع أو دين يسمح بذلك؟

ثم هؤلاء قادة هذه الجماعة الضالة.. تنشر الصحف والمجلات أنهم يعيشون عيشة الكبار الاثرياء.. يأكلون ما يأكله الملوك والرؤساء.. أنواع الجبنة الفرنسية التي تزيد على ثلاثين نوعاً!! وفي الظهر الكافيار والجمبري والسيمون فيميه.. هذا يحدث بالفعل بجوار الموبايل والتليفزيون وفرش الزنزانة بالسجاد والسرير بخير الأغطية!!
هل هذا معقول؟! لا أريد أن ننتقم منهم.. فقط أريد أن نعاملهم معاملة أي مسجون ارتكب أبشع الجرائم في حق شعب بأكمله.
إذا لم ينم هؤلاء على «البرش الخشن» ويأكلوا من الجردل الذي يتم فيه طبخ طعام مشهور نسيت اسمه.. كأقل رد فعل لما حدث في سيناء.. اذا لم يحدث هذا سيظن الأعداء أننا ضعفاء نخشى بطشهم.. وتأكدوا انهم لن يحسنوا ظنا بنا وأننا نراعي الله في تعاملاتنا.
وهذا ما أخشاه..
سيظل العدو وقوى الشر في عدوانهم ونحن لازلنا نمارس سياسة «الجنتلمان» التي لم تعد لها وجود في العالم كله.. لقد حل محل سياسة «الجنتلمان» سياسة «العين الحمراء»!! فهل نفعل؟! يارب.