قصة سعد زغلول مع مصطفي النحاس
انفردت جريدة (المصري اليوم) بنشر نص الرسائل السرية للزعيم سعد زغلول إلي (ذراعه اليمني) المجاهد الكبير عبدالرحمن فهمي الذي داخت القوات البريطانية في البحث عنه رغم انه كان قريبا جدا منهم!!!!
كان معهم ليل نهار وهم يبحثون عنه.. يبحثون عن الشخص الذي يطبع المنشورات ويوزعها مع صلاة الفجر مع بائعي الخبز واللبن في البيوت.. وفي الظهيرة هو نفسه الذي يبحث مع السلطات البريطانية عن (المجهول) الذي يقوم بطبع المنشورات ويوزعها وينظم المظاهرات ويساعد أحمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي في اقتناص الضباط الإنجليز ليقتلوهم.. إلي أن أعلنت السلطات البريطانية عن مكافأة (ضخمة جدا) باقتصاد زمان فخان أحد موزعي المنشورات في الفجر الأمانة.. وتم القبض علي عبدالرحمن فهمي المسمي (قلب الأسد) وهذه قصة طويلة أخري.
انفردت (المصري اليوم) بنص - أقول (بنص) الخطابات السرية بين سعد زغلول وعبدالرحمن فهمي.. وكان ما كان ينشر في كل كتب التاريخ كانت (مقتطفات) من الخطابات.. لذلك كنت أبحث في هذه الخطابات عن (عبارة مشهورة) في كل الخطابات.
كانت خطابات سعد طويلة طويلة للغاية.. وكان يكتب علي الهامش في كل مرة..
- آسف للإطالة.. فلم يكن عندي وقت للاختصار!!!
أو يقول في خطاب آخر..
- آسف للإطالة.. نظرا لضيق الوقت!!!
أو أية عبارات بهذا المعني.
كان سعد زغلول يري أن الاختصار لكتابة كل ما تريده يحتاج لوقت حتي لا تفوته واقعة ما قد تكون لها أهمية خلال مقاومة الإنجليز.. كان شعب أعزل سلاحه الوحيد إيمانه بالله والبلد يحارب دولة عظمي لا تغيب عنها الشمس من كندا إلي استراليا مرورا بمصر والهند وغيرهما.. لذا كانت التفاصيل مهمة عنده!!
بل أيضا كانت عادة سعد زغلول حينما يروي لزملائه في الجهاد وأصدقائه حكاية ما كان يذكر كل التفاصيل وتفاصيل التفاصيل.. فكان وسط مجلسه (شبه المدرس) الذي يعلم تلاميذه.
ولما كبر سعد زغلول في السن لم يعد يستطيع كتابة هذه الصفحات الطويلة فكان يميلها علي سكرتيره الخاص أمين يوسف والد الصحفيين الكبيرين مصطفي وعلي أمين.
وكان من (هوامش) شخصيته انه كان يفكر بالاثنين معا: عقله وقلبه.. كان يميل لأناس ما دون أن يدرك الناس العاديون أي ميزة في هؤلاء.. وأشهر قصة في هذا الشأن هو حبه الجارف لقاض شاب اسمه (مصطفي النحاس).. كان قاضيا عاديا جدا.. ودون ان يعلم سعد زغلول أن هذا القاضي (العضو العادي جدا) في الهيئة الوفدية كان لا يصدر حكما إلا بعد أن يتأكد عن الحقيقة مهما كلفته من عناء لريح ضميره.. ولم تكن له