عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يا جيهان سيتم اغتيالى اليوم!

علي طريقة «يا صفية.. مفيش فايدة» التي قالها سعد زغلول لزوجته صفية زغلول.. فقد كان السادات علي يقين من وجود مؤامرة لاغتياله يوم عرسه.. وقال ذلك لزوجته العظيمة الفاضلة جيهان.. وعرضت عليه أن يلبس القميص الواقي ولكنه قال لها إن الجناة لن يصوبوا سوي في مقتل مباشرة.

لم يحدث في التاريخ قصة اغتيال رئيس.. وأي رئيس.. رئيس غير عادي خاض معركة.. وأي معركة؟.. معركة غير عادية قلبت كل الموازين العسكرية العالمية.. ثم معركة ضد من؟.. ضد إسرائيل التي تملك القنبلة الذرية وضد أمريكا بكل ثقلها العسكري والدولي.. وبعد ذلك عقد معاهدة ضحك فيها علي إسرائيل وأمريكا والعالم كله.. رجل غير عادي فتم قتله بجريمة غير عادية في يوم غير عادي.
بل أكاد أقول إن جريمة اغتيال السادات أول وآخر جريمة في التاريخ تكون معروفة بل أكاد أقول مؤكدة قبل وقوعها بفترة ليست قصيرة.
لم يسجل التاريخ قط جريمة قتل أو حتي الاعتداء علي رئيس أو ملك أو مسئول كبير كان الكل يعلم بها قبل وقوعها بعدة أيام خلال التحضير والتجهيز لها.
كنيدي قتل فجأة برصاصة واحدة من بندقية أوزولد من فوق أعلي عمارة خلال سير سيارة كنيدي المكشوفة.. انزعج العالم كله من هذه المفاجأة المذهلة غير المتوقعة قط لرجل تعشقه أمريكا كلها.. ولكن إسرائيل دبرت جريمة قتله لأنه أول رئيس أمريكي كان مصراً علي حل القضية الفلسطينية.. ثم عندنا أحمد ماهر باشا داخل البرلمان ثم النقراشي باشا داخل مصعد وزارة الداخلية ثم حسن البنا في الشارع العمومي العريض أمام باب الشبان المسلمين.. من كان يتوقع قتلهم.
ثم لا ننسي أن معظم الرؤساء والقادة ماتوا بالسم في السر.. من أول نابليون بونابرت حتي أخيراً عمر سليمان.. وبينهما العديد أشهرهم عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وأحمد باشا حسنين وغيرهم كثيرون.
لماذا كنت متأكداً أن السادات سيقتل يوم عرسه.. أقول لك:
- الأخ «رجاء مرسي» حفيد كامل باشا مرسي أحد مؤسسي جامعة فؤاد الأول «القاهرة الآن»

وله فيلا رائعة في مصر الجديدة كان يعمل حتي وفاته رئيساً لمكتب هيئة الأمم المتحدة بالقاهرة في عمارة تاجر علي الكورنيش بجوار السفارة البريطانية.
رجاء مرسي «غاوي ولائم» لكل المثقفين وأصحاب المراكز الحساسة ورجال الإعلام والكبار وغيرهم.. ولائم متتالية حتي قيل إن هذا جزء من عمله!.. حتي أنه كان أحياناً تفاجأ بنصف أو ربع فرقة أحمد فؤاد حسن الموسيقية في الفيلا تعزف وتغني خلال العشاء حتي ساعة متأخرة من الليل.
كانت تربطني برجاء مرسي صلة شبه عائلية قوية.. وقبيل مقتل السادات بأيام قليلة جداً.. قال لي رجاء: إن السادات سيتم قتله هذا الأسبوع.. خذ العبارة القادمة «سيتم قتله بالتعاون مع كل السلطات حتي الخارجية والعربية».. كان يشير إلي صدام حسين.
أقسم بأي قسم تريده أن هذا حدث.. وسبق أن كتبته في «الجمهورية» منذ ربع قرن تقريباً.
بعد يومين أو أكثر من مقتل السادات.. بالصدفة المحضة التقيت من علي بعد بالمرحوم رجاء وكان كل منا مرتبطاً بمن معه من الضيوف.. لذلك تبادلنا نظرات من بعيد تغني عن أي كلام!
الشيء الذي ندمت عليه بالفعل أنني لم أعرف من المرحوم رجاء أسماء من كانوا في السلطة واشتركوا في أسوأ جريمة أخرت مصر ثلاثين عاماً.. ولكن سبحانه وتعالي يمهل ولا يهمل.. انتقم للسادات أشد انتقام.. فهل من مدكر؟