رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سرادق ضخم جداً بميدان التحرير لتلقى العزاء

رفض أن يكون مثل سوار الذهب رئيس السودان.. ورفض أن يكون مثل شارل ديجول..
سوار الذهب رأى بلده السودان منقسماً علي نفسه ولا توجد حكومة قوية مسيطرة علي الأمور.. فتدهور كل شيء.. الاقتصاد والأمن والحالة المعيشية فتولى الحكم عن طريق الجيش وأصلح كل ما أفسدوه.. وأجرى انتخابات حرة تماماً ليختار الشعب من يحكمه ورفض كل المساعى الشعبية للبقاء في الحكم..

سوار الذهب أدى مهمته.. ومضى ليدخل تاريخ السودان للأبد.
.. فجأة.. قرأ الجميع بمن فيهم الجالسون في الاتحادية ومجلس الوزراء.. قرأ الجميع في الصحف: «اليوم يحلف 17 محافظاً جديداً اليمين أمام الرئيس»!! من اختارهم؟ ومتى؟ وتقابلوا مع من لكي يخطروهم بالمهمة الجديدة؟!.. لا أحد يعلم!! بدليل أن وزير السياحة عندما رأى محافظ الأقصر يحلف اليمين شهق شهقة من شدة الدهشة كاد يضيع فيها!! ثم قدم استقالته فورا!!
من يحكم البلد؟.. لا أحد يعلم علي وجه اليقين.. المرشد أم الجماعة كلها.. أم التعليمات من الخارج!! لا أحد يعلم..
زمان.. في بداية ثورة يوليو.. كتب أستاذنا الكبير إحسان عبدالقدوس في مجلة (روز اليوسف).. تحت عنوان (العصابة السرية التي تحكم مصر).. كان على باشا ماهر رئيس الوزراء يدلي بتصريحات ثم تصدر قرارات ضد هذه التصريحات علي طول الخط وكانت أبرزها قانون (الإصلاح الزراعى) الذي أضاع البلد!!
لاحظ شارل ديجول أن مقاومة الجزائر الباسلة ضد الاحتلال الفرنسي تكلف البلاد الكثير والكثير جداً.. بما أثر علي الشعب الفرنسي ومستقبله واسم فرنسا صاحبة واحدة من أخلد الثورات في العالم.. فتولي الحكم.. وذهب إلي الجزائر نفسها بجرأة المحارب القديم.. وأعلن استقلال الجزائر وحفظ حقوق فرنسا في البلد التي احتلتها أكبر مدة في تاريخ الاستعمار العالمى.. وعاد إلي باريس ليعلن اعتزاله السياسة والحياة العامة وسط مظاهرات لم تشهدها فرنسا من قبل ولا من بعد.. مفضلاً سمعته وتاريخه واسمه علي البقاء علي الكرسى شهوراً وأياماً أخرى.

وهناك غيرهما من الزعماء عبر التاريخ فضلوا مصلحة البلد علي مصالحهم الشخصية.. ولكن الرئيس محمد مرسى يبدو أن له رأيًا آخر.. وربما يكون مجبراً علي هذا الرأي الآخر.. فتكون الكارثة أكبر.. رئيس الدولة لا يملك قراره وهو الأرجح.. بدليل قريب وهو (حركة المحافظين) التي لم يسمع عنها أحد.
لي رأي قد يكون غريباً.. ولكن أتعشم أن ندرسه بعناية..
لا ينزل أحد في أي شارع أو ميدان يوم الأحد القادم.. لا نريد مظاهرات أو مليونيات.. السلطة استعدت للعنف بدليل أنها رفعت شعار (لا للعنف).. متي صدقت في شعاراتها.. ولا ننسي ما حدث أمام الاتحادية منذ مدة.. صدمة السلطة ألا تجد أحدًا في الميادين.. صدمة مع خوف من المجهول.
زمان كان عبدالكريم صقر خير من لعب كرة القدم في مصر، كان (يحاور) أجدع ظهير ليحرز هدفاً.
تعالوا (نحاور) السلطة ونحرز أهدافاً.. السلبية والعصيان المدني المنظم الجماعي يزلزل أية سلطة.. لا نريد مزيداً من الدماء.. شبابنا ضحي كثيراً ولا نريد المزيد.. هناك استعدادات بدأت باجتماعات لمجلس الأمن القومي نفسه!! وكأننا مقدمون علي حرب.. تعالوا نفوّت عليهم الفرصة ونخلي الشوارع والميادين حتي من المارة العاديين.. البلد في حداد.. لا أحد بالشوارع ولا مانع من ملايين الأعلام السوداء فوق أعمدة النور وفوق البلكونات وأسطح البيوت.. لا مانع من شارة سوداء في جاكتة كل منا.. مثلاً.. دون تظاهرات وتجمعاتهم في انتظارها متعطشين للمزيد من الدماء.. لا مانع من شارة سوداء علي كل شاشات الفضائيات مثلاً.. هناك سبل صامتة هادئة أقوي كثيراً من الهتافات والنزول في الشارع التي تتمناها السلطة لكي تنفذ أغراضها ولو علي حساب (جبال من جثث شباب مصر العظيم).

زمان.. أرادت نقابة الصحفيين أن تحتج علي الحكومة، فقررت عدم صدور كل الصحف لمدة يومين.. اهتزت الحكومة والملك أيما اهتزاز.. ونقلت وكالات الأنباء العالمية الخبر.. وحاولوا المستحيل أن يكون الإضراب لمدة يوم واحد ولكن لم يفلحوا.
قد يكون هذا هو أضعف الإيمان الآن.. لتعدد وسائل الإعلام.. لذا ممكن أن يكون الإضراب شاملاً كل الوسائل حتي الحكومية منها.. روزاليوسف احتجبت هذا الأسبوع!!
وهناك مرافق أهم وأشد خطورة.. العصيان المدني فيها يهز أهرامات الجيزة!!
وهناك فكرة رائعة.. إقامة سرادق عزاء في طول ميدان التحرير وعرضه.. لافتة علي باب السرادق..
(البقية في حياتكم.. في كذا وكذا وكذا..).. عزاء عادى تماماً مشايخ يقرأون القرآن وبين كل شيخ وشيخ يقف أحد الخطباء لينعى شيئاً ما.. تماماً كما يحدث في العزاء العادى.. يتوافد الناس في خشوع.. يصافحون علي باب السرادق رموز الإنقاذ!!.. في المجىء والانصراف.. لا أحد يجرؤ أن يقترب من السرادق طبعاً.
المهم هو تفويت الفرصة علي السلطة المستعدة للعدوان بكل وسائل الفتك.. منهم لله.