رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نحن الآن في شهر «طوبة»!!!

تاني حوار.. تاني حوار.. تاني حوار.. حرام عليك.. البلد يحترق يا سيادة الرئيس.. وحوار علي إيه؟؟ المطالب معروفة وانقاذ البلد يتطلب قرارات لا حوارا .. تريدون الخروج من الحالة المؤسفة التي وصلنا إليها؟؟.. لابد من العمل الجماعي.. ولكن أنتم لا تريدون.. عندكم خطة ومخطط وتخطيط تريدون تحقيقه ولو علي أشلاء البلد كله..

حتي لو امتلأت الشوارع بالجثث ستسيرون فوقها لكي تصلوا إلي الهيمنة والسيطرة علي البلد.. منفردين بلا شريك والاسم ديمقراطية.. وهذا مستحيل كما سبق أن قاله التاريخ.. فرغم الوصول إلي الرئاسة ثم الوزارة ثم مجلس الشوري والصحافة والإعلام والمحافظين.. حتي منصب النائب العام ونواب ثورة وقضاة من أجل مصر.. ودستور لتغطية كل هذه الخطايا بالقانون!!!.. لا.. كان غيركم أشطر!!!.. التاريخ ليس في صالحكم..
عندما قالوا إن سيادة الرئيس سيلقي بيانا.. توقعت أن الرئيس سيتحدث إلي الأمة حديث الحب والإخاء والتفاهم.. وتلبية الطلبات التي تنادي بها منذ عامين بل منذ ستين عاماً.. فإذا بالتهديد والوعيد.. وتعود حالة الطوارئ للتنكيل بالشعب بدلا من تلبية طلباته..
ولا أدري من الذي يكتب الخطابات للرئيس الذي تعثر وتلعثم في قراءتها.. وكأنه غير موافق عليها.
في هذه الظروف .. كان يفترض أن يرتجل الرئيس خطابا من القلب إلي القلوب دون ورق أو قلم.. ولكننا نعيش في جو غريب.. الرئيس يريد ولكنه لا يستطيع .. وكان هذا واضحا جدا في الليلة السوداء التي اعتدي فيها ضباط الشرطة علي وزير الشرطة!!! وطردوه من جنازة شهداء الشرطة.. الليلة السوداء التي كان ينتظر الناس فيها الإعلان عن إقالة الوزارة وفي الطريق وزارة لها ثقلها وتاريخ رجالها.. ماذا تنتظر بعدما حدث لوزير الشرطة الأمين علي أمن تسعين مليونا ولم يستطع أن يؤمن نفسه أمام عدسات التليفزيون؟؟؟ ماذا تنتظرون؟؟

لقد تعجلت الجماعة في القفز علي الحكم.. بعد أن أعلنت أكثر من مرة أنها لن

ترشح أحدا للرئاسة ولن تخوض الانتخابات البرلمانية في كل الدوائر.. وكان هذا نتيجة نصيحة مخلصة منذ عام 1942... ونصيحة أخري قبل الانتخابات الأخيرة.
عام 1942.. عندما تولي مصطفي النحاس الوزارة لإنقاذ مصر بعد أن وصلت الجيوش الألمانية بقيادة روميل إلي قرب الإسكندرية.. وكان الملك وعلي ماهر وعزيز المصري  يؤيدون هتلر.. فاضطرت انجلترا لإجبار الملك لكي يتولي مصطفي النحاس بثقله الجماهيري الحكم يوم 4 فبراير 1942.. وبدأت انتخابات مجلس النواب .. ورشح حسن البنا نفسه في مدينة الإسماعيلةي فاستدعاه مصطفي النحاس وكان يعرف مدي ثقل حسن البنا في مدينة الإسماعيلية بالذات وأقنعه بأن الظروف لا تسمح بأي انقسام.. فانتظر قليلاً.. فاستجاب له فورا وسحب ترشيحه.
وهذه الأيام نصح الأستاذ محمد حسنين هيكل خلال زيارة قيادة الإخوان له قبل كل انتخابات - نصح بألا يتعجلوا القفز علي المناصب فهم في حاجة إلي (ثقافة إدارة البلد) كما قال في التليفزيون.. واقتنعوا كما اقتنع حسن البنا من قبل.. ولكن حسن البنا وعد ونفذ.. والجماعة الحالية وعدت وأخلفت .. فكانت هذه هي النتيجة.
وربنا يستر.. نحن الآن في يوم 25 يناير 2011 وليس 2013 .. نفس الموقف.. نحن في شهر «طوبة»!!!! ولا أحد يعلم ماذا سيحدث غدا..
عبدالرحمن فهمي