عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

(عودة) شيخ الأزهر..!!

كان شيخ الجامع الأزهر هو الرجل الثاني في الدولة.. بعد الملك وقبل رئيس الوزراء.. كان يتم تعيينه بقرار من هيئة كبار العلماء وغير قابل للعزل.. وأذكر حينما حدثت أزمة الشيخ مصطفي عبدالرازق وتصاعدت.. كل ما فعلته هيئة كبار العلماء أن نصحت الشيخ عبدالرازق بالاستقالة!! مجرد نصيحة ولكن التيار الوطني منعه من الاستقالة.. لذا كان شيخ الأزهر هو الحامي للإسلام الحقيقي في البلد دون أدني تطلعات شخصية.. فهو الرجل الثاني في مصر.

أذكر أن الشيخ المراغي وكان خفيف الظل.. كانت له (لازمة) فكاهية في أي تجمع مع الملك.. كان يسير بجوار الملك وينظر إلي أي رئيس وزراء مداعباً بعبارته المشهورة الضاحكة: »وحياتك خطوتين ورا«!!

وفضلاً عن أزمة كتاب الشيخ مصطفي عبدالرازق.. كان شيخ الأزهر جريئاً (ملء مركزه).. كان من عادة الملك إقامة مأدبة الإفطار في أول يوم من رمضان يدعو إليها كل مجلس الوزراء وكبار القوم.. وهم في طريقهم إلي حجرة المائدة قال شيخ الأزهر المراغي للملك: »هل صمت اليوم يا مولاي؟«.. تسمر الملك مكانه ولم يرد.. تسمر لسانه أيضاً.. فقال له الشيخ المراغي: »لا عليك ممكن أن تفطر صائماً.. ثم استدرك: »صائماً واحداً«!! لا قل مائة صائم!! وقد كان في حوش قصر عابدين كل يوم مائدة حول الحوش تسع لأقل من 500 إلي 600 مدعو للإفطار.. وكان الملك ينزل في لحظة الأذان! رافعاً ذراعه إلي أعلي.. ويشرب كوب قمر الدين ويتناول شوكتين في طبق صغير وهو واقف.. ثم ينصرف.

تمر الأيام.. وبعد سنوات من الثورة (المباركة)!! لا تنس كلمة (مباركة)!! قام رجل علي استحياء بوضع مائدة طويلة في ميدان عابدين.. وسميت يومها بمائدة الرحمن.. ثم انتشرت الحكاية.. هذه هي قصة موائد الرحمن.

ثم لا أذكر مَنْ شيخ الأزهر الذي استدعاه الملك وطلب منه

إصدار فتوي بتحريم زواج الملكة فريدة بعد أن طلقها.. فانتفض الرجل وقيل يومها إنه انفلت لسانه بعبارة استهجانية (انت اتجننت!!) قالها دون أن يدري ومضي.. كان شيخ الأزهر له مكانته وحصانته..

بل أذكر أن وزير أوقاف كان اسمه (حسين الجندي) أفتي بأن الملك من سلالة الرسول صلي الله عليه وسلم فأصر شيخ الأزهر علي عزله من منصبه.. بعد أن أصدر بياناً يستهجن فيه الفتوي.. وخرج حسين الجندي من الوزارة.

ثم جاءت الثورة (المباركة) التي كانت تخشي من أي مراكز قوي فأصدرت قانون 103 لعام 1961 الذي حوَّل شيخ الأزهر إلي موظف في رئاسة مجلس الوزراء.. مجرد موظف يتعين بقرار ويفصل بقرار.. رئيس الوزراء رئيس رئيسه.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كتبت في هذا الموضوع كثيراً.. ويبدو أن الرجل الرائع الشيخ أحمد الطيب قرأ هذا الكلام.. واليوم يجري (تعديل) القانون.. وإن كان من رأيي إلغاءه بجرة قلم.. ويعود شيخ الأزهر إلي مكانه وراء رئيس الجمهورية يكون له وكلاء للجامعة وآخر للأوقاف وثالث للإفتاء.

هؤلاء الذين يدعون حرصهم علي المادة الثانية من الدستور.. أقول لهم إن عودة شيخ الأزهر كما كان أهم من كل مواد الدستور.. والله الموفق.

عبدالرحمن فهمي