رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحلامنا الثورية.. بدأت تتبخر!!

.. وأخيراً.. بدأت مصر تفكر فى (المزارع الجماعية) التى تمتد إلى آلاف الأفدنة..
نفس ما قاله «خروشوف» لعبدالناصر فى أواخر الخمسينيات، حينما علم بما سموه بالإصلاح الزراعى وتحديد الملكية وتوزيع خمسة أفدنة على الفلاحين.. قال يومها «خروشوف» إن المساحات الضيقة لا تنتج كثيراً.. والفلاحون سيفرحون بالتمليك وباعتبارهم من أصحاب الأرض فيتعالوا عليها ولن يعملوا بجد كما كانوا من قبل.. وقد كان.

ونصح «خروشوف» عبدالناصر بضم كل الأراضى والعودة إلى المزارع الجماعية التى كانوا يسمونها ظلماً عزباً وإقطاعيات.. لأن الفدان فى المزارع الجماعية ينتج أكثر من ثلاثة أضعاف فدان المزارع الصغيرة!! ثم فى النهاية يتم توزيع المحاصيل على أصحاب الأرض كل حسب مساحته!! ولكن عبدالناصر رفض.
الآن.. بعد ستين عاماً بدأ التفكير فى المزارع الجماعية بمناسبة زيارة وفد الوزراء السودانى لمصر هذا الأسبوع لضم مليون وربع المليون فى شمال السودان مع أراضى النوبة بعد بحيرة السد للاستفادة من الماء المهدر فى هذه المنطقة.
ولو نجح هذا المشروع ستعود مصر والسودان معاً إلى أسعار الخمسينيات فى اللحوم والمنتجات الزراعية وأهمها رغيف العيش.
ماذا لو كنا بدأنا هذه المشروعات منذ الخمسينيات.. هل سيكون هذا حالنا الآن؟
ثم تقولون لى:
- لماذا تهاجم عبدالناصر؟
- لم أكن أهاجم شخصياً.. بل فقط أشرح عواقب مشروعاته الفاشلة التى أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن.

ونحن لا نريد أن نبكى على اللبن المسكوب.. وإن كانت كمية اللبن المسكوب ضخمة للغاية.. بل الذى تم سكبه هو مستقبل البلد لعشرات السنين.
المهم أن نبدأ..
وإن كنت غير متفائل..
فى بداية الثورة كنا نحلم بأن

يتولى رجال مصر الذين أذهلوا العالم بخبرتهم ودراساتهم حتى نالوا (نوبل).. كنا نحلم بأن يبدأوا مشروعاتهم العملاقة التى رفضها العهد البائد بإصرار، كنا نحلم بأن يتولى الدكتور محمد البرادعى مسئولية إنتاج الطاقة بكل أنواعها أو حتى بأحد أنواعها فى الضبط أو غير الضبط.. ويتولى الدكتور أحمد زويل مسئولية البحث العلمى وتخريج علماء على أعلى مستوى بمشروعه الضخم.
ويتولى فاروق الباز غزو الصحراء والخروج من الوادى الضيق حول النيل بعد أن اختفينا فيه.
والموضوع ليس مناصب ولا مراكز ولكن فقط مجرد شكليات لكى يتمكنوا من العمل على أرضية ثابتة وبميزانيات محددة وبإمكانيات المنصب نفسه.
لا يهم البرادعى ولا زويل ولا الباز ولا الجنزورى صاحب المشروعات العملاقة ولا الكفراوى ولا أى من هؤلاء أى منصب فى الدولة.. فهم جميعاً أكبر من أى منصب.. أسماؤهم وتاريخهم وعلمهم أكبر من الكرسى مهما كان.
ولكنى أقرأ أسماء مرشحة لدخول قصر الرئاسة للمجاملة أو الموازنة الحزبية أو لتعهدات سابقة دون النظر لمستقبل البلد.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.