عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نعم.. ولكن ليس هذا وقته

الناس معها حق.. لم تشعر بأننا قمنا بثورة.. لم نتخذ قرارات ثورية تؤكد أن الدنيا تغيرت.. الحكومة والمجلس الأعلى احتفالاً بيوم 23 يوليو وذكرى عبدالناصر وكأن مبارك مازال فى الحكم.. لم نفكر مجرد تفكير فى تغيير العلم الذى تشاركنا فيه دولتان بجوارنا.. كان لابد من عودة العلم الأخضر الجميل الذى كانت أيامه خضراء مليئة بالخير أيام ما كنا (سلة قمح العالم) وكان القطع المصرى يغزو العالم.. مجرد عودة العلم كانت كفيلة بأن هناك ثورة فعلاً.

مثلاً.. مثلاً.. هناك أحاديث نبوية مؤكدة بأن البيت أو المدينة أو الدولة التى تقرأ سورة الكهف يوم الجمعة ستظل فى أمن وأمان ورخاء وسعادة إلى يوم الجمعة التالية.. لذا كانت تعليمات وزارة الأوقاف منذ أيام الملك فؤاد أبو فاروق هى قراءة سورة الكهف فى كل المساجد كل يوم جمعة قبل الصلاة.
ومن (هيافة) الثورة المباركة يصدر مجلس قيادة الثورة قراراً بمنع قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!! لماذا أيها الجهلاء؟.. لأن القراء يتعمدون قراءة الآية التى تبشر بالجنة لحظة دخول الملك فاروق المسجد حتى لو لم تكن هذه الآية عليها الدور!! لا نفاق بعد اليوم.. وسنينهم السوداء كانت كلها نفاق ورياء وكذب وافتراء. فقط قطعوا الخير عن البلد.. وأصبحنا نستورد القمح! وأغلقت مصانع الغزل والنسيج أبوابها!! وبعد أن كانت إنجلترا وفرنسا مدينة لمصر أصبحنا مدينين لطوب الأرض.
هذه أمثلة قليلة من مواضيع كثيرة يجب إعادة النظر فيها.. مثلاً من (هيافة) ثورة الجراد الأصفر الذى مص دم الشعب ولا دراكولا.. قرر أن السنة المالية والميزانية تبدأ فى أول يوليو

بدلاً من أول يناير مثل كل بلاد العالم مما أربك اقتصاد البلد!! وهذا ليس بغريب على هذه العقلية التى حكمت البلاد ستين عاماً.. فقد شطبوا كل تاريخ مصر المجيد السابق لشهر يوليو 1952 وتخرجت أجيال وأجيال لا تعرف من هو سعد زغلول أو مصطفى النحاس أو مصطفى كامل.. مثلاً مثلاً!!
***
كنا نريد من فترة الانتقال أن تشعر الناس بأن هذه ثورة.. ولكن لم يحدث.. حتى رأس الفساد حسنى مبارك يعيش فى جناح فاخر فى مستشفى يعتبر واحداً من أعظم مستشفيات العالم إن لم يكن الأفخم بين كل المستشفيات، مما كلف الدولة أكثر من مليونين من الجنيهات خلال هذه الأسابيع وأن معاش مبارك مستمر حتى الآن وهو 91 ألف جنيه كل شهر!! مع تأجيل محاكمته!!
***
نعم.. لم نشعر بالثورة.. ولكن هل هذا يبرر ما قام به الشباب هذا الأسبوع؟.. لا ثم لا ثم لا.. كان التوقيت قاتلاً ومدبراً ومدروساً من أعدائنا المحيطين بنا من كل جانب، فضلاً عن الموجودين على أرضنا حتى الآن.. وهذا موضوع آخر.