الكويت وإطفائى العرب والمايسترو
ما تعرضت له الكويت فى اغسطس 90 ودون الدخول فى تفاصيل ما حدث «حتى لا نتهم بتعكير صفو العلاقات» كان كافيا لأن يجعلها ترفض بشكل قاطع مبادئ الدبلوماسية
والاعراف السياسية فى العلاقات الدولية، إلا أنها وخلال السنوات الماضية تجاوزت جراحها الغائرة ولجأت وباقتدار كبير إلى سياسة جديدة فى علم العلاقات الدولية وهى سياسة المؤتمرات.. ومن قبلها وهى تسير بخطى ثابتة فى طريق سياسة المؤسسات، ولكل من هذين النوعين من السياسة تأثير كبير وبالغ فى العلاقات الدولية، فسياسة المؤسسات التى اتبعتها الكويت منذ أوساط القرن الماضى جعلت اسمها يتردد فى جميع المحافل الدولية والعالمية وكانت تلك السياسة هى الداعم الأكبر لها فى أزمة الغزو العراقى للكويت فى اغسطس 90 ووقوف العالم أجمع معها.. فهناك الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية ودعمه اللامتناهي للمشاريع العربية والدولية، وكذلك بيت الزكاة الكويتى الذى يمتد نشاطه وأعماله الخيرية إلى أقصى قرى ونجوع العالم وخاصة العالم العربي.. وهناك مؤسسة الكويت للتقدم العلمى التى ترعى العلم والعلماء فى جميع أنحاء العالم وتستقطب كبرى الأبحاث العالمية فى جميع المجالات العلمية من خلال جوائزها السنوية وأيضا جمعية العون المباشر التى ساهمت بشكل مباشر فى اعتناق أكثر من 14 مليون شخص للدين الإسلامى، وهناك الكثير من المؤسسات الاستثمارية والخيرية التى تحمل اسم الكويت فى جميع أنحاء العالم، وفى السنوات الماضية الأخيرة استطاعت الكويت أن تخلق سياسة جديدة بالإضافة إلى سياسة المؤسسات وهى سياسة المؤتمرات التى حققت نجاحا كبيرا فى جميع الأصعدة الدولية انطلاقا من المؤتمر الاقتصادى مرورا بمؤتمرى المانحين ومؤتمر القمة العربية الإفريقية ومؤتمر القمة الخليجى والقمة العربية الحالية وغيرها من المؤتمرات المتخصصة فى جميع المجالات.. ولا شك أن وراء هذه السياسة الحكيمة أمير الدبلوماسية وعميدها فى العالم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح