استئصال واستنصال
يقول المثل الشعبي اللي يعيش ياما يشوف ويحق لي كواحد من ابناء هذا الشعب العظيم الذي بدأ يتنفس نسائم الحرية وطعم الثورة ان يضيف مقطع صغير على هذا المثل وهو " واللي يعيش اكتر يشوف اكتر" وياما لسه هانشوف وهانشوف وربنا يستر من اللي هانشوفه في الايام القادمة من بلاوي النظام السابق وخلاياه السرطانية المتشعبة بشكل رهيب فمن الواضح ان الفساد لم يسلم منه قطاع اللهم ما ندر .. ومن المؤكد ان هناك الكثير من الشرفاء ولكن الروائح الكريهة التي نشتمها تزكم الانوف وتعمي الابصار وتقشعر معها الابدان بسبب هذه التراكمات وعمليات الفساد التي نخرت في عظام المجتمع المصري على مدى ثلاثين عاما فمن المؤكد ان السوس قد عشش وليس هذا فحسب بل جلس وتربع كمان واخرج لنا لسانه وكانه يقول مش ها اخرج ولا بالطبل البلدي .. وافعلوا ما شئتم فنحن ثمار ونتاج نظام كتم على انفاس المصريين ومارس عليه ابشع انواع الضغوط دون ان يعطيه اي فرصة لكي يشم نفسه .. والان وبعد نجاح ثورة 25 يناير واستعادة الشعب المصري العريق لحريته وكشف جزء بسيط من سلسلة الفساد والتي من المؤكد انه سيتوالى سقوطها يوما بعد يوم نشعر وكان الجرح عميقا للغاية وان عملية الاستئصال قد تكون مؤلمة كالمريض الذي يبتر عضوا فاسدا من جسده طالما سبب له الالام والاوجاع وحول حياته الى جحيم ولكنه بعد ان استأصله يحتاج الى فترة من النقاهة التي يسترد فيها عافيته وحيويته من جديد وقد تكون هناك بعض الالام .. ولكنها تهون في سبيل استئصال تلك الاورام الخبيثة والخلايا السرطانية من الجسد انها فعلا مرحلة غاية في الصعوبة ولكن من المؤكد اننا سنتجاوزها بحيوتنا وبقدرتنا على التحدي وتضامننا سويا وبوحدتنا الوطنية ومحاربة الفساد والمرتزقة من اتباع النظام السابق ..
مدير مكتب جريدة الوفد في الكويت